أنقرة (زمان التركية) – أقدمت الشرطة التركية على طرد أسرة أحد أعضاء وقف “الفرقان” الإسلامي التعليمي من منزلهم في إطار الحملة الأمنية التي بدأتها الحكومة الأسبوع الماضي ضد إدارة الوقف، معلنة أن هذه الخطوة ستشمل أعضاء الوقف الآخرين أيضًا.
وكانت السلطات التركية قد اعتقلت الأسبوع الماضي 25 شخصًا من أعضاء وقف “الفرقان” الإسلامي، من بينهم رئيس الوقف الشيخ ألب أرسلان كويتول، ومن ثم داهمت قوات الشرطة فرع الوقف في مدينة أضنة جنوب تركيا وقامت بمصادرة ملفات تابعة للوقف. ولاحقا أعلنت نيابة أضنة فرضها وصاية على الوقف.
وقالت النيابة العامة في أضنة في حيثيثات قرارها: “إن الوقف هو منظمة إجرامية تقوم بأنشطة تهدد الأمن العام، من خلال تحركات وأفكار مخالفة للنظام الدستوري، بخلاف للغرض الخاص بالمؤسسة”.
ومن جانبها حظرت ولاية أضنة المظاهرات المناهضة للحملة الأمنية ضد وقف الفرقان، بينما داهمت قوات الأمن منازل أعضاء الوقف بحجة كونها تابعة للوقف ومن ثم قامت بتشميع منزل أحد أعضاء الوقف وطرد أفراد الأسرة مع ضيوفهم إلى الشارع مساء أمس الأحد.
وقامت قوات الأمن أولاً بإبلاغ صاحبة المنزل السيدة إيرَنْ أنه يتوجب عليها الحصول على متطلباتهم الأساسية ومغادرة منزلهم، نظرًا لأنه سيتم تشميعه، وبالفعل تم إخراجهم من منزلهم ومن ثم تشميعه.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي تويتر نشرت قرينة رئيس الوقف سمرة كويتول تغريدات حول الحادثة تحت وسم #ZKPzulmüBiziYıldıramaz ويعني “لن يرعبنا ظلم حزب الظلم والتنمية”، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وذكرت سمرة في تغريدتها أن الذين يحققون “التنمية” بـ”الظلم” يواصلون ارتكاب شتى أنواع الظلم والجور.
وأضافت سمرة أن الأشخاص الذين قاموا بتشميع المنزل أبلغوهم أنهم سيتوجهون أيضا إلى المنازل الأخرى التي داهمتها الشرطة قبل أسبوع لتشميعها أيضًا، مفيدة أن السلطات أقدمت على ذلك بعد تشميعها مقر الوقف وفروعه.
وقالت سمرة “سنصبر حتى يعجز الصبر عن صبرنا. وبلطف وعون المولى عز وجل لن ننجر وراء الاستفزازات ولن نيأس حتى ولو يئس الصبر”.
من جانبه أصدر الوقف بيانا ذكر خلاله أن الشيخ ألب أرسلان كويتول الذي وهب حياته للإسلام لن يعقد هذا الأسبوع درس التفسير للعامة يوم الجمعة لأول مرة منذ سنوات، مرجعًا سبب الإلغاء إلى اعتقال السلطات للشيخ ألب أرسلان كويتول ووقف السلطات لأنشطة الوقف بصورة مؤقتة.
ووجه الشيخ كويتول في خطبة ألقاها مؤخرًا انتقادات لاذعة لحملات الاعتقال “التعسفية” التي تشنها القوات منذ المحاولة الانقلابية في صيف 2016. حيث استنكر في خطبته “الظلم” الذي تشهده تركيا حاليًا، ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تغيير اسم حزبه من “العدالة والتنمية” إلى “حزب الظلم والتنمية”، وأكد أن البلاد لم تشهد هذا القدر من الظلم على مدار تاريخها الطويل وأضاف: “لعنة الله على هذا النظام الظالم، ولا كتب الله نظام الحزب الواحد على تركيا مرة أخرى، فهناك عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء يقبعون داخل السجون ظلمًا بحجة الانقلاب الفاشل”.
وكان الشيخ كويتول تحدث في إحدى خطاباته عن “الجناح اليساري للدولة العميقة في تركيا”، في إشارة إلى تنظيم أرجنكون ومجموعة “دوغو برينشتاك”، زعيم حزب الوطن اليساري الطوراني، وقال انهم من دبروا انقلاب 2016 الفاشل “من خلال توظيف الرئيس أردوغان ورجاله، من أجل الحصول على الذريعة المطلوبة لاجتثاث كل الجماعات الإسلامية في تركيا”.
يذكر أن السيدة سمرة كويتول زوجة الشيخ كويتول أعلنت قبل يومين أنها تعرضت لحادث سير “مدبر”، واعتبرته رسالة لها و زوجها المعتقل، مؤكدة أنهم لن يتراجعوا عن قضيتهم الحقة.