تقرير: ياوز أجار
إسطنبول (زمان عربي) – دعا المفكر الإسلامي الأستاذ محمد فتح الله كولن على كل المنظمات الإرهابية التي تسعى في الأرض لتفسد فيها وتهلك الحرث والنسل في جميع أنحاء العالم بقوله: “اللهمّ دمّر وأهلِك جميع المظمات الإرهابية” وذلك خلال إحدى الدروس التي ألقاها قبل نحو أسبوع.
فقد قال الأستاذ كولن: “اللهم اقضِ على جميع المنظمات الإرهابية..! اللهم أهلك المنظمة “البقرادونية” (1) الإرهابية..! اللهم امحق المنظمة الإرهابية الفارسية..! اللهمّ دمّر من يتهمون أناساً أبرياء بالإرهاب..! وشلّت أيدي من يصفون الأبرياء بأعضاء الكيان الموازي..!
وفيما يلي لمحات من درس الأستاذ كولن:
أبناء الأناضول لم يلهثوا وراء محبة فارغة لا جدوى لها كالسيطرة على الدولة، لذلك حقّق الله تعالى على أيديهم ما عجزت عنه الدول العظمى، فمكّنهم لينتشروا في مائة وسبعين دولة ويفتحوا نحو 1400 أو 1500 مدرسة في ربوع الأرض، ويوصلوا إلهام أرواحهم إلى ملايين الناس. وذلك رغم وضع البعض عوائق أمام هؤلاء الناذرين أنفسهم لخدمة الإنسانية جمعاء، واتصالهم واحداً تلو آخر بممثلي البعثات الدبلوماسية الأجنبية ليتجنّبوا “السماح لهم بأن يزاولوا أنشطتهم التعليمية”، اقتداءً بما فعله اليزيد والحجاج وأمثالهما. مع ذلك فإن هذه المبادرات لم تحدث إلا انكسارات طفيفة، بل طفيفة جداً.
لقد منح الله عزّ وجلّ هؤلاء كثيراً من الألطاف والنعم، فاستخدم من يتمتعون منهم بنعمةِ وطاقةِ الوجود أبدانهم في هذا السبيل، وسخّر الأغنياء منهم ثرواتهم لهذه الخدمة الجليلة أيضاً، دون أن يواجهوا أي عناء أو رفض من أنفسهم، ولم يَنْسَقْ أحد منهم وراء حبّ فارغ كالسيطرة على الدولة ومناصبها.
ومع أن الأمر كما وصفنا، إلا أن مجانين الإقبال والاستقبال.. ومجانين الشهرة والسمعة.. والمجانين الذين يستلقون على جنوبهم في فراش الراحة.. والمجانين الذين يسعون إلى أن يعمّروا مستقبلهم الدنيوي فقط ناسين الحياة الآخرة.. لأنهم ينظرون للعالم وجميع الناس من منظارهم الذاتي قد يرونكم ويظنّونكم مثل أنفسهم.
لكن هناك من يعلم بواطن كل الأمور وسرائرها وسيكشف يوماً بمشيئته ولطفه ورحمته الواسعة عن كل الأسرار لتتجلى الحقائق كما هي في أصلها. أجل، سيكشف الغطاء عنها وستنقصم حينها ظهورُ البعض من الخجل. أما أنتم فستنحنون مثل العصا تواضعًا وتسجدون مرة أخرى بدافع الشكر لله سبحانه وتعالى. فبينما سيحني البعض رؤوسهم بشعور الخجل ستقولون أنتم: “الحمد والثناء لله تعالى آلاف المرات؛ لأنه يسّر لنا فعل هذه الخيرات. كل شيء منك، أنت الغني، ربي إني وجّهت لك وجهي”.
أسأل الله تعالى أن يوفقكم في الاضطلاع بهذه المهمة حتى نهاية المطاف، في هذا الطريق الذي ساقكم ربكم إليه، والذي حُفّ وحُجب بعديد من المنحدرات والبحار والمرتفعات والمهاوي المستعصية على العبور والاجتياز. وفّقكم الله في الطريق الذي سلكتموه بالرغم من أشباه يزيد والحجاج والنمرود والمنساقين وراءهم بسلوك القطيع دون وعي أو منطق أو تدبّر من أجل حياتهم الدنيا وإقبالهم واستقبالهم. وأرجو أن يديم عنايته عليكم في هذا الصدد.
اللهم دمّر من يفترون على المسلمين الأبرياء..!
المتفائل يرى كل شيء حسنًا، أما المتشائم فيرى كل شيء سيئًا. وكلتا النظرتين خاطئة. فالباحث عن الحقيقة يرى الحسن حسنًا والسيء سيئًا. أسأل الله أن يجعلكم وإيانا من الذين يبحثون عن الحقيقة مهما كانت.
إن المثابرة على عدم المبادرة إلى تغيير فكري وعاطفي إزاء جماليات الدنيا الخلابة التي تبهر الأنظار وتسحرها، وعدم التعرّض لانحرافات فكريّة، والاستمرار في السير على الخطّ المستقيم للقرآن الكريم لهو أمر ينطوي على أهمية كبيرة في هذه الأيام. لأن الناس في عصرنا الراهن يستحبون عمداً الحياة الدنيا على الحياة الآخرة. نعم، يفعل ذلك حتى مساكين المسلمين الشكليين السذّج المفتقرين إلى التفكير والمنطق والروية. فهؤلاء المسلمون الصوريّون تنزلق أرجلهم وتزلّ أقدامهم أمام جماليات الدنيا الخلابة. لذلك يجب علينا أن نسير في هذا الطريق مترفعين عن هذه الجماليات ومتجنّبين السقوط في طريق هؤلاء، ومتحلّين بأخلاق وهمّة عالية، وقائلين “الله” و”رسول الله” دون انحناء وركوع أمام الدنيا وأهلها.
أجل ينبغي أن نسعى ونعدو من أجل “إعلاء كلمة الله”، وإعلاء الروح الوطنية وبناء صرح روحنا، عبر تأسيس نظامنا الذاتي، ودون الانخداع بجماليات الدنيا الجذابة والخضوعِ والاستسلامِ للسفلة من الناس.. ودون الانقياد خلف سفيانيي هذا العصر السفياني… مع العلم بأن هناك سفيانيين أصليين وسفيانيين ظلّيين وسفيانيين نسبيين. فهؤلاء إذا ما فشلوا في إنجاز ما أنجزه الآخرون يبادرون إلى تدمير تلك الإنجازات بدافع الحسد والغيرة وعدم الاستساغة.
إن هذه الفكرة أو الشعور هو الذي يكمن وراء كل هذا الكمّ الهائل من التدمير والإفساد الذي نشهده اليوم.. وإلا فليس ثمة منظمة إرهابية وليس هناك من يلهثون وراء السيطرة على الدولة كما يزعمون.
اللهم اقضِ على جميع المنظمات الإرهابية..! اللهم أهلك منظمة “باكرودين” الإرهابية..! اللهم امحق المنظمة الإرهابية الفارسية..! اللهمّ دمّر من يتهمون أناساً أبرياء بالإرهاب..! وشلّت أيدي من يصِفون الأبرياء بأعضاء الكيان الموازي..! اللهم اصفعهم بعكس ما كانوا يأملون، واجعلهم والأرض سواء، ومزقهم شر ممزق كالأوراق التي تسقط من أغصانها في الخريف، واخسف بهم تحت الأرض، واجعلهم سمادًا فيها.
(1) – منظمة “البقرادونية” الإرهابية: فريق من اليهود انتشروا في تركيا وإيران وأرمينيا وجورجيا خاصة، مع إخفاء هويتهم اليهودية الأصلية وإظهارِ هوية إسلامية أو تركية أو فارسية أو أرمينية أو جورجية بحسب الظروف الزمانية والمكانية، ويسعون للتغلغل في أعماق هذه الدول عبر التظاهر بتلك الهويات، وكثيراً ما يستخدمون شعارات قومية عرقية ودينية للإيقاع بين القوميات الأصلية في البلدان الإسلامية ومنعها من العودة إلى الهوية الإسلامية الأصيلة.