إسطنبول (الزمان التركية) – تثير عملية غصن الزيتون التي تشنها القوات المسلحة التركية في منطقة عفرين بشمال سوريا، منذ 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، لمطاردة عناصر وحدات حماية الشعب الكردي، موجة كبيرة من التعليقات وسط الرأي العام العالمي.
ومن جانبها سلطت وكالة (سبوتنيك) الروسية الضوء على أبرز التعليقات وردود الفعل العالمية على العملية العسكرية التركية.
فقد قالت جريدة واشنطن بوست الأمريكية تعليقًا على توقف العمليات العسكرية بشكل مؤقت لسوء الأحوال الجوية، إن تركيا تهاجم الأكراد الذين لعبوا دورًا كبيرًا للغاية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت الجريدة عن السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة أريك أديلمان قوله: “إن العمليات التي تقوم بها تركيا، تكشف استمرار التوتر المتصاعد بين أنقرة وواشنطن. أمَّا الإدارة الأمريكية فردودها غير كافية. فدعوات وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين للاعتدال في مواجهة تركيا، جعلت من أردوغان يستعرض عضلاته”.
وزعمت الجريدة في مقالها أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تريد أن تقف بجانب تركيا في جبهتها، وأن التعامل بلين مع الملف حوّل إيران وروسيا إلى قوى فعالة في سوريا.
أمَّا جريدة هارتس الإسرائيلية فقد علقت على التحركات التركية في سوريا، من خلال مقال بعنوان “هل هذه هزيمة أخرى في سوريا؟”، قائلة: “إن عدم وجود خطة واضحة للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط وعدم فهمها للوضع في المنطقة بشكل كامل ينذر بحدوث هزيمة جديدة هناك”.
وزعمت في مقالها أن الإدارة الأمريكية استغلت الأكراد لمواجهة داعش، وبعد تحقيق النصر على داعش أرادت ترك مصيرهم في يد النظام السوري، قائلة: “إذا رجَّحت أمريكا الأكراد سيؤدي ذلك إلى خسارتها تركيا، وسيدفع بروسيا إلى توجيه تحذير شديد للأكراد. وفي تلك الحالة ستكون الإدارة الأمريكية مضطرة إلى النظر فيما إذا كانت ستكون لاعبًا في مستقبل سوريا والحرب التي سيدخلها النظام السوري في مواجهة تركيا”.
وزعمت الجريدة أن الأكراد يعرفون أن الإدارة الأمريكية ستختار تركيا في حالة الاختيار بينهما، أمَّا الأكراد سيكون عليهم الترجيح بين دعم روسيا أو البقاء في حماية أمريكا أو لا.
بينما كتبت جريدة الدستور الأردنية أن الإدارة الأمريكية لا تريد الدخول في مواجهة مع حلفائها، مؤكدة أن واشنطن لا تستطيع أن تتخلى عن حليفها الوحيد الأكراد، وكذلك لا يمكنها التخلي عن تركيا التي تستضيف قاعدة إنجيرليك العسكرية التابعة لقوات حلف الناتو على أراضيها.
أمَّا الجارة الفارسية إيران، فقد قالت جريدة جافان الإيرانية إن عملية غصن الزيتون التركية تزعج الإدارة الأمريكية، قائلة: “أمريكا طلبت من روسيا وقوات التحالف اتخاذ موقف واضح. ولكنها لم تستطع اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون ذلك”.
واتجهت جريدة عنب بلدي السعودية إلى اتجاه آخر زاعمة أن الإدارة الأمريكية تبحث عن حليف موثوق فيه في سوريا، إلا أن هناك العديد من الأزمات الإقليمية والمحلية التي تواجهها، قائلة: “هذا الأمر مهد الطريق أمام أنقرة للدفع بقواتها إلى سوريا، نظرًا لرفضها تأسيس دولة كردية على حدودها”.
ومن بين وسائل الإعلام الغربية، قال راديو “DR” الدنماركي: “إن أمريكا غيرت دفتها، وتحولت إلى خطة تقوية وتدعيم المنطقة بهدف تنظيف مخطط طويل الأمد أشبه بمراقبة الحدود التركية. هذا الأمر أيضًا استشاط تركيا. لأن الأزمة الأصلية خرجت من مسارها كمسألة انتصار على داعش. واتخذت قرارها بالوقوف بجانب الأكراد وليس تركيا”.