القاهرة (زمان التركية)ــ تناولت كاتبة صحفية مصرية في مقالها المنشور اليوم الأربعاء بصحيفة (روز اليوسف)، كيف انعكست عملية “غصن الزيتون” العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سوريا ضد المسلحين الأكراد، على مؤتمر “السلام للشعب السوري” الذي أطلقته روسيا أمس في منتجع “سوتشي” بعد تحضير دام لأشهر، وغيرت انعكاسات العملية كثيرًا من ترتيبات وأهادف المؤتمر المعلنة.
وجاء في مقال الكاتبة خلود عدنان: يبدو أن عقد القوى المشاركة فى هذا الحدث لن يكتمل كما تريده موسكو، إذ تكتسب العمليات العسكرية الجارية فى منطقة عفرين طابعاً شديد الخطورة والتعقيد حيث تتداخل المصالح بشكل يأخذ الأمور أكثر نحو الضبابية، وسط تشبث تركى بفرض هيمنته على أجواء المؤتمر ودعوته لانسحاب فصائل المعارضة السورية.
وسط تلك الأجواء من التعثر، انطلقت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر سوتشى حول الأزمة السورية بالأمس، بعد أن شهدت ارتباكا شديدا، حيث تأخر انعقادها لأكثر من ساعتين، وتم قطع البث المباشر المخصص لنقل افتتاح المؤتمر، وسط توتر بين كافة الأطراف.
وقال سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن هذا المؤتمر من شأنه أن يوحد بين جميع ابناء الشعب السوري، مشيرًا إلى أن روسيا تبذل كل ما فى وسعها لإقامة السلام فى سوريا.
وأكد أن روسيا تعمل مع تركيا وإيران على إنشاء مناطق آمنة فى سوريا، وذلك بفضل محادثات أستانا. وشدد لافروف على أن كل الظروف باتت مهيئة للسلام فى سوريا.
وإلى ذلك، كذبت المعارضة السورية ما أعلنته الخارجية التركية، بأن الوفد التركى سيمثل المعارضة السورية، مؤكدة رفضها تفويض تركيا بتمثيلها لمعارضتها حضور »سوتشي»، كما اتهمت روسيا بعدم الإيفاء بتعهداتها، رافضة تشكيل منصة جديدة باسم منصة سوتشي.
وفى وقت سابق، عُلقت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إثر خلافات بين المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى ميستورا، والوفد التركى المشارك، حول النزاع على ترأس لجنة تشكيل الإصلاح الدستوري، حيث تمسك دى مستورا بتشكيل اللجنة ورئاستها، كما قدم الموفد الأممى مجموعة أسماء تم استبعادها من قبل الروس، لذا رفض ميستورا الحضور رغم وجوده فى غرفة قريبة من قاعة المؤتمر.
أما الخلاف الروسى التركى فيتمحور حول أن النظام أرسل معراج أورال لحضور المؤتمر، وهو قائد «جبهة المقاومة الوطنية لتحرير اسكندرونة»، حيث طالب الأتراك بإخراجه من القاعة باعتباره مطلوبا للقضاء التركى ومصنفا ارهابيا، كما أتى انسحاب الوفد التركى اعتراضا على طريقة التعامل مع وفد الفصائل المسلحة الذى كان أتى صباحا إلى مطار سوتشي، ومن ثم انسحب عائدا إلى تركيا.
إلى ذلك، أجرى وزيرا خارجية روسيا وتركيا اتصالا هاتفيا لتهدئة الأمور، والحؤول دون فشل الاجتماع، بعد أن أجّل المؤتمر من الاثنين إلى الثلاثاء، وسط مقاطعة من قبل المعارضة السورية، ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات، وانسحاب الفصائل العسكرية.
وانسحب وفد فصائل الشمال صباح الثلاثاء من المشاركة فى المؤتمر وعاد إلى تركيا، قائلا: «إن الفصائل تلقت وعوداً وتعهدات سياسية ولوجستية من قبل روسيا، إلا أنها لم تر شيئاً منها على أرض الواقع، عند الوصول إلى مطار سوتشي»، لا سيما أن روسيا وضعت شعارات النظام السورى وعلمه.
وطالبت المعارضة العسكرية بوضع «علم الثورة السورية» (3 نجوم بدل 2)، مع علم النظام، إلا أن شيئاً من هذا لم يحصل، حيث كانت بعض الوفود السورية المشاركة (كمنصتى موسكو والقاهرة وغيرهما من وجوه ما يسمى «معارضة الداخل») وصلت إلى روسيا.
ويبدو أن مهمة من حضر ستنحصر فى تشكيل لجنة لإعداد دستور سورى جديد برعاية الأمم المتحدة، ليتم عرضه بعد الانتهاء منه على جميع الأطراف السورية، بالإضافة إلى الخروج بجملة من التوصيات تشبه إلى حد كبير ما خرجت به بقية المؤتمرات السابقة حول سوريا.
وكان مبعوث الرئيس الروسى الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، والذى يرأس وفد بلاده فى المؤتمر، أكد أن الوثائق النهائية للمؤتمر ستقدم إلى الأمم المتحدة لتطوير عملية جنيف.