أنقرة (زمان التركية) – تتواصل هجمات الجيش التركي والقصائل التابعة له على منطقة تل عفرين السورية بقصف مكثف برا وجورا مستهدفين المسلحين الأكراد في الشمال السوري؛ وبدون شك فإن الاقتصاد التركي هو الأكثر تأثرا بالعملية العسكرية القائمة.
فالتجار يعيشون أيامًا صعبة في ظل مخاوف من أن تزج عملية التعبئة من أجل عملية عفرين الاقتصاد التركي إلى مرحلة لا يمكن التخلص من سلبياتها.
مع انطلاق عملية عفرين ارتفعت أسعار الخضروات والفاكهة في مدينة هاتاي الحدودية بواقع 20 قرشًا وتسببت الأمطار الشديدة خلال الأسبوع الأخير أيضا في ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة، وفي سوق الخضار بمدينة فان أجبرت الأزمة الاقتصادية 3 من كل 86 تاجرًا على إغلاق محالهم، بينما دفعت حالة الركود التجار الآخرين إلى الأمر نفسه.
وفي تعليق منه على انعكاسات العملية العسكرية على الاقتصاد، أفاد أحد التجار في السوق ويُدعى إسماعيل جوفان أن أسعار البرتقال والخضروات ارتفعت، مدللا على ذلك بوصول سعر الحمضيات إلى ليرة و20 قرشا بعدما كان سعرها يبلغ ليرة واحدة فقط، وأضاف جوفان أن الزيادة التي تزامنت مع العملية العسكرية أثرت مباشرة على الخضروات والديزل.
وطالب جوفان بإنهاء الحرب فورًا قائلاً: “المسلم يقتل المسلم وشعبنا هو المقتول. الشعب هو الضحية، فالقوى الشرائية للشعب تراجعت وفي بعض الأيام نعود إلى منازلنا بدون أية مبيعات. الحرب هي سبب هذا الوضع، وبسبب هذه الزيادة لم يعد أحد قادرًا حتى على شراء الخضروات”.
وأشار العديد من التجار إلى تعرضهم للاعتقال والحبس في حال حديثهم مستنكرين الهجمات العسكرية على منطقة عفرين السورية، وأضاف التجار أن السلطات لن تترك تاجرا واحدا خارج القضبان إن تحدثوا عن انعكاسات العملية العسكرية القائمة، موضحًا أن السلطات تصرح أن العملية العسكرية ليس لها أي انعكاسات على الاقتصاد في الوقت الذي تلقي فيها الطائرات أطنانا من القنابل يوميا ويتحملون هم تكاليف كل قنبلة يتم إلقائها.
وشدد التجار على أن الشعب بأكمله هو من سيدفع تكلفة هذه الحرب وأن الأزمة الفعلية ستنفجر عقب العملية العسكرية.
ذكر مواطن يُدعى شاهين تورامان، ويعمل سمسارًا، أن العملية العسكرية القائمة أثرت عليهم بكل الأحوال، وأن وضع التجار متدهور، مفيدا أن ارتفاع سعر الديزل وغياب التجارة الحدودية والعملية العسكرية الأخيرة أثرت عليهم كثيرا. وأشار تورامان إلى فرض السلطات التركية زيادة في أسعار السلع كافة، مطالبا إياها بإنهاء العملية العسكرية.
من جانبه أوضح مواطن يُدعى محي الدين تاش، يعمل في مجال النقل، أن تركيا هي الأعلى عالميا في أسعار الديزل، مؤكدا على سوء الأوضاع في تركيا، وأن الحرب دائمًا ما تؤثر على كل شيء.
يُذكر أن رئيس الوزراء بن علي يلدرم قد صرح خلال الأيام الماضية أن عملية عفرين لن تؤثر على الاقتصاد التركي.