إسطنبول (زمان عربي) – كان النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل رحمة للعالمين يعطف على الحيوانات كما كان يحترم الإنسان أيما احترام.
وأعلى نبينا صلى الله عليه وسلم ذو الخلق العظيم من قدر الأشياء التي يستخدمها من خلال إطلاق الأسماء عليها. فلم يكن ينظر إلى الأشياء والأمتعة بوصفها مجرد أدوات بل كان يضفي عليها صفة التشخيص. فقد كان يعاملها بوفاء ويستخدمها مدة طويلة.
فلو سألنا أحد ما هو دُلدُل؟ قد لا يعرف كثير منا أنه كان اسم بغلة كان يركبها الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويكاد لا يجهل أحد اسم ناقة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. فقليل من الناس فقط يجهلون أن اسم ناقته كان “قصواء” وهي التي عقلها النبي صلى الله عليه وسلم أمام بيت أبي أيوب الأنصاري إثر هجرته إلى المدينة المنورة.
وكان صلى الله عليه وسلم يطلق على جواده الذي ركبه أثناء غزوة أحد اسم “السكب”. كما أن الدابة التي عرج بها إلى السماء كان يطلق عليها اسم “رفرف” و”براق”. وكان يطلق على هرته التي كان يداعب ظهرها اسم “معزّى”.
فقد كان عليه الصلاة والسلام يُسمي جواده وإبريقه والسرج الذي يركبه وكل أمتعته ويستخدمها بلطف ومحبة.
وقد وصف الباحث يونس إمره جوردوك هذا السلوك الذي أبداه إمام الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم بالوفاء والرفق.
فهو لم يكن يسرف في ماله كما لم يكن يهين أمتعته. ويمكن أن ننظر إلى أخلاقه العالية على أنها اعتراض شديد على ثقافة استخدام الأدوات ومن ثم إهمالها. وطبعا يجب أن ندرك البعد الأخروي لمعرفة قيمة أمتعتنا.
ولذلك ثمة مسؤولية كبيرة على المسلمين الذين يغيّرون هواتفهم كل سنة ويضعون 20 سترة في خزاناتهم، وهم الذين ينتسبون إلى أمة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يطلق اسم “ريان” على صندوق صغير له.
وكان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يحفظ ويعتني بالهدايا التي تُقدم له، ويوليها اهتماما كبيرا. أما الهدايا التي كان تُقدَّم له من قبل أصحابه فقد كان يهدي بعضها للمحتاجين، ويحتفظ ببعضها الآخر مطلقا عليها بعض الأسماء. فعلى سبيل المثال كان يُطلق اسم “سحاب” على العمامة التي أُهديت له من قبل النجاشيملك الحبشة.
وقد أطلق على سرج جواده اسم “داج” وعلى عصاه التي كان يتجول بها ويعلقها على الناقة التي يركبها اسم “محصرة”.
وكما تعلمون فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم كثيرا بصحة الفم والأسنان. ولذلك فقد كان يستخدم السواك مع كل وضوء. وكان يحتفظ بسواكه في صندوق ليقيه من الأوساخ والغبار. وكان يُطلق على ذلك الصندوق اسم “ريان” الذي يُطلق الآن على الأشخاص.
وكانت قصعة واحدة فقط يستخدمها دوما ويطلق عليها اسم “سديرة”. أما الإبريق الذي كان يتوضَّأ بواسطته فاسمه “مهداب”.
ويُروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت لديه 9 سيوف، وقد توارثت الأمة الإسلامية بعض هذه السيوف إلى يومنا هذا. وهذه هي أسماء سيوفه: “المأثور، ذو الفقار”، “البتار”، “الحتف، “المخدم”، “الرسوب” “العضب”، “القضيب”.
كما كانت له 7 دروع وهذه أسماؤها: “ذات الفضول” (وقد استخدمها في بدر وحنين)، “ذات الوشاح”، “ذات الحواشي”، “السعدية”، “فضة”، “البثراء”، “الخرنق”.
وندعو الله تعالى أن يجمعنا تحت لواء سيد المرسلين في الدار الآخرة. أما لواؤه المحفوظ في متحف قصر طوب كابي بإسطنبول فاسمه “العقاب”.