إسطنبول – كشفت واقعة تصدير بترول كردستان العراق إلى السوق العالمي عن طريق ميناء “جيهان” جنوب تركيا عن فضيحة جديدة.
فبحسب صادر مطلعة فإن عمليات نقل وتصدير بترول الأكراد من ميناء”جيهان” يتم من خلال سفن وناقلات مجهولة إذ لا تسجل المعلومات المتعلقة بمنشأ السفن وأسمائها والأرقام التعريفية لها أو كميات الحمولة أو حتى موعد الشحن.
وتوصلت صحيفة “زمان” التركية إلى معلومات تكشف الفضيحة التي يشهدها ميناء جيهان فيما يتعلق ببترول إقليم شمال العراق. وبحسب تلك المعلومات فإن القائمة التي تضم أسماء السفن وناقلات البترول ورقمها التعريفي وجنسيتها، تم حجبها من بيانات أربع سفن وناقلات.
وبدورهم أوضح الخبراء والمتخصصون أنه من الممكن أن تكون هناك مشكلة في “العَلَم”، بينما رفضت وزارة الطاقة والشركة المسؤولة عن خطوط نقل وتصدير البترول التعليق على هذه الادعاءات.
شركة يونانية محظورة من قبل حكومة بغداد تنقل بترول كردستان العراق
تحصل ناقلات البترول “United Emblam” التابعة لإحدى الشركات اليونانية التي تضعها الحكومة المركزية في العاصمة العراقية بغداد ضمن الشركات المحظورة على نصيب الأسد من كميات البترول المصدرة.
وكانت الأزمة بدأت بعد احتدام الخلاف بين حكومة إقليم كردستان العراق (شمال العراق)، والحكومة المركزية في بغداد على تقسيم العائدات المادية لعمليات تصدير بترول كردستان، لتتجه بعدها حكومة إقليم كردستان إلى تصدير بترولها عبر خطوط نقل مباشرة إلى ميناء جيهان التركي.
وعلى الفور سارعت حكومة إقليم كردستان العراق بإنشاء خط جديد لنقل البترول الخام إلى الأراضي التركية، بينما تتم إعادة ربط الخط الجديد بأنابيب البترول الناقلة من العراق إلى تركيا. ونجحت هذه العملية في تصدير أول كمية من البترول إلى السوق العالمي، في 22 مايو/ آيار 2014، عن طريق ناقلة تحمل الاسم “United Leadership”، وقدرت حمولتها في ذلك الوقت بنحو مليون برميل.
بيد أن الأمر أثار غضب الولايات المتحدة. واتهمت وزارة البترول العراقية حكومة إقليم كردستان العراق ببيع البترول إلى إسرائيل. كما بدأت الحكومة العراقية بفرض حظر وعقوبات على السفن المساهمة في عمليات نقل البترول من ميناء جيهان، بالإضافة إلى رفع دعوى قضائية ضد الحكومة التركية أمام محكمة العدل الدولية بطلب تعويض 250 مليون دولار.
81.7 مليون برميل تم تصديره عبر الأراضي التركية
وبعد بدء عمليات التصدير، شهدت الأجواء بين الحكومتين الكردية في الشمال والمركزية في بغداد تقاربًا نسبيًا، أدى إلى التوصل إلى معاهدة قصيرة المدى فيما يتعلق بتوزيع العائدات المالية. إلا أنها لم تدم طويلًا حتى عادت الخلافات بينهما مرة أخرى، وشرعت الحكومة الكردية في التصدير عبر الأراضي التركية.
شهد ميناء جيهان تصدير نحو 81.7 مليون برميل من النفط الخام، في الفترة ما بين مايو/ آيار 2014 ويوليو/ تموز 2015.
وعلق وزير الطاقة التركي في ذلك الوقت، تانير يلديز، على أول عمليات تصدير بترول كردستان إلى الأسواق العالمية، قائلا: “إن بترول كردستان الذي يتم تصديره عبر الأراضي التركية وميناء جيهان سيكون لسوق دول البحر المتوسط، ومن الممكن أن يكون لصالح إيطاليا أو ألمانيا”. وبعد أن انتشرت ادعاءات حول ذهاب البترول إلى إسرائيل، قال يلديز: “إن تركيا دولة وسيطة، ولا علاقة لها باتجاه البترول وأية دولة يذهب إليها”.