يزيد إحساس كثير من اليمنيين بالإحباط عندما يصلوا الى إحدى
محطات توزيع غاز الطهي في العاصمة صنعاء للحصول على اسطوانة غاز.
فعليهم أن يصطفوا في طوابير طويلة على أمل الحصول على ما يريدون..
لكن ذلك لا يتحقق لمعظمهم بسبب عدم توفر الغاز المطلوب.
قال مقيم في صنعاء يدعى علي النقيب “يا أخي هذه (اسطوانات الغاز
) لا تفي بالغرض. معانا خمسه ألف أسرة داخل الحارة (في هذا الحي)
ويعطونا ٢٠٠ دبة (أسطوانة غاز) ما نسوي بها. سوف نتقاتل من أجلها
والكل مقطعين (الظروف المعيشية صعبة) وحالتهم حاله.”
ومع حدوث شلل في العاصمة اليمنية -التي يعاني سكانها بالفعل من
الفقر- جراء النقص الحاد في الوقود فقد أغلقت الكثير من محطات
توزيع غاز الطهي أبوابها.
ومع إحساسهم باليأس لجأ كثيرون إلى العودة لاستخدام الحطب في
طبخ طعامهم كبديل لغاز الطهي.
قال مقيم في صنعاء يدعى حسن الوصابي “من اختفاء مادة الغاز لا
نعلم ما هو السبب ومن بعدها ومن وراء هذه الأزمة مافيش (غاز) نضطر
أن أحنا نشتري الحطب نعمل للأولاد قليل من الخبز ومع السلامة.”
وتمتلئ شوارع صنعاء حاليا بتجار الحطب الذين يقولون إن تجارتهم
تنتعش هذه الأيام.
من هؤلاء بائع حطب يدعى أحمد نجم الدين قال لتلفزيون رويترز
“أسعاره (الحطب) مختلفة. فيه نوع كبير. نوع صغير حسب الحجم. وهذا
الحطب من وادي مور والإقبال عليه أفضل من الغاز لأن الغاز يصل إلى
ثمانية تسعة عشرة ألف (من 37 الى 46 دولار) والناس رجعوا للحطب.”
وفرض التحالف الذي تقوده السعودية حصارا شاملا تقريبا على
اليمن منذ شهور على أمل منع وصول أي شحنات أسلحة إلى الحوثيين
المدعومين من إيران والذين استولوا على مساحات شاسعة من الأراضي
اليمنية من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا.
وتسبب الحصار في منع وصول الإمدادت الغذائية الأساسية
والامدادات الطبية ومنتجات الوقود الأمر الذي أدخل اليمن في أزمة
إنسانية شاملة.
وبدلا من استخدام غاز الطهي يطبخ اليمنيون في صنعاء حاليا
طعامهم في أفران الطين القديمة باستخدام الحطب الأرخص سعرا
والمتوفر أكثر.
وقال رجل يدعى محمود حيدر “مافيش غاز نستخدم. ونعبي (نحشو) هذه
التناوير (الأفران) بالحطب ونعمل فيها الخبز ونخب الخبز ونضع الرز
(الأرز) في التنور واللحم وكل شئ داخل التنور والحطب من السوق.”
ويقول تجار إن الرحلات البحرية التجارية لليمن أصيبت بالشلل
بسبب عمليات التفتيش التي يجريها التحالف الذي تقوده السعودية
والذي يحرم أهل اليمن من الوقود والطعام وسط تحذيرات من جماعات
إنسانية باقتراب البلاد من مجاعة.
وقبل تدخل قوات التحالف بقيادة السعودية في اليمن في مارس اذار
كانت البلاد تستورد أكثر من 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية من
الخارج ومعظمها عن طريق البحر.
وتشير تقديرات إلى أن نحو 20 مليون يمني أو نحو 80 في المئة من
سكان اليمن سيعانون من الجوع.
وحذرت الأمم المتحدة في أغسطس اب من أن اليمن على شفا مجاعة.
فقد تسبب نقص الوقود في تفشي الأمراض والمعاناة في أراضي اليمن
القاحلة حيث يعتمد الحصول على الماء فيها على تشغيل مضخات تعمل
بالوقود.
وتظهر تقديرات هيئات مساعدات وتجارية أن اليمن يحتاج إلى
استيراد ما يزيد على 500 ألف طن من الوقود شهريا.