(لإضافة تفاصيل من المستشفى)
من حامد شاليزي وأندرو ماكاسكيل
كابول 3 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – أقر الجيش الأمريكي
اليوم السبت أنه ربما يكون مسؤولا عن ضربة جوية أصابت مستشفى تديره
منظمة أطباء بلا حدود في مدينة قندوز الأفغانية مما أدى إلى مقتل
ثلاثة أشخاص على الأقل وفقدان أكثر من 30.
واحتدم القتال حول عاصمة اقليم قندوز الواقع في شمال أفغانستان
خلال الأيام الستة الماضية بعد استيلاء مقاتلي طالبان على المدينة
في أكبر انتصار لهم منذ تمردهم الذي بدأ قبل نحو 14 عاما.
وقال الكولونيل بريان تريبس وهو متحدث باسم التحالف الذي يقوده
حلف شمال الأطلسي في بيان اليوم السبت إن القوات الأمريكية شنت
غارة جوية في المدينة الساعة 2.15 صباحا بالتوقيت المحلي (2145
بتوقيت جرينتش.)
وتابع أن “الهجوم ربما أسفر عن وقوع اضرار جانبية بمنشأة طبية
قريبة” مضيفا أن “هذه الواقعة قيد التحقيق.”
قال سعد مختار مدير الصحة العامة في قندوز إن جدارا في المبنى
الرئيسي للمستشفى انهار وتناثرت شظايا الزجاج وإطارات الأبواب
الخشبية بينما اشتعلت النيران في ثلاث غرف.
وأضاف بعد زيارة للمستشفى “أمكن مشاهدة دخان أسود كثيف وهو
يتصاعد من بعض الغرف.. لا يزال القتال مستمرا لذا اضطررنا
للمغادرة.”
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه ليس لديها تفاصيل كاملة عن
الواقعة في وقت لا يزال فيه قرابة 200 مريض وموظف في المستشفى وهو
الوحيد في المنطقة الذي يمكنه التعامل مع الإصابات البالغة.
وقالت مدير العمليات في المنظمة بارت جانسنز في بيان “صُدمنا
بشدة بسبب الهجوم وقتل موظفينا والمرضى والخسارة الفادحة التي لحقت
بالرعاية الصحية في قندوز.”
وأضاف أن موظفي المستشفى يعالجون الجرحى.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن غارات جوية
أمريكية استهدفت المستشفى وقتلت مرضى وأطباء وممرضين. وقالت طالبان
إنه لم يكن يعالج بالمستشفى أي من مقاتليها وقت الهجوم.
وشن الجيش الأمريكي عدة غارات جوية الأسبوع الماضي دعما للقوات
الحكومية في المدينة حيث استمر مقاتلو طالبان في الصمود في مواجهة
القوات الأفغانية أمس الجمعة.
وقال كبير الأطباء في المستشفى الدكتور مسعود نسيم الأسبوع
الماضي إن المستشفى على الخط الأمامي لصراع يزداد عنفا فيما دارت
المعارك خارج بواباته.
وأضاف أنه أمكن سماع صوت القصف والصواريخ والمقاتلات فوق
المستشفى فيما وجدت الرصاصات الطائشة طريقها لسطح وحدة العناية
المركزة.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها عالجت قرابة 400 مريض في
المستشفى الذي لا يملك سوى 150 فراشا منذ اندلع القتال في قندوز
قبل ستة أيام. وكانت معظم الإصابات من الرصاص أثناء المعارك.
وتدفق عدد كبير من المرضى على المستشفى الذي اضطر لوضعهم في
المكاتب وعلى حشيات على الأرض.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)