عفرين (الزمان التركية)– علق رئيس لجنة الدفاع عن مدينة تل عفرين في شمال سوريا بهجت أبدو على التصعيد التركي الأخير، وتصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان حول لشن حملة عسكرية في شمال سوريا بأي لحظة، قائلًا: “نحن أصحاب تلك الأرض. إن شعبنا وقواتنا مستعدون للمقاومة“.
جاء رد رئيس لجنة الدفاع عن تل عفرين في شمال سوريا بهجت أبدو، بعد حديث الرئيس التركي أردوغان عن عملية عسكرية ضد تل عفرين في كل خطاباته في الفترة الأخيرة، وقصف القوات التركية مواقع للأكراد أمس الثلاثاء بعد عملية حشد واسعة للآليات العسكرية على الحدود مع سوريا.
وقال أبدو في حواره مع وكالة مازوبوتمايا: “إنهم يحلمون بالسيطرة على حلب، والرقة، وإدلب، ودير الزور التي يرون أنها ضمن الميثاق الوطني (الحدود الوطنية التركية)”، مؤكدًا أن هذا سبب اعتبار تركيا وجود الأكراد تهديدًا لها.
وأوضح أبدو أنهم تمكنوا من حماية أراضيهم في السنوات السابقة مع عدد قليل للغاية من القوات، قائلًا: “إن تركيا والجماعات المسلحة التابعة لها يهاجموننا منذ سبع سنوات؛ وبالرغم من ذلك تمكنا من تدعيم صفوفنا في الفترة الأخيرة، وكونَّا قوات احترافية. فقد قمنا باستعدادات كبيرة خلال عام 2017. نحن أصحاب تلك الأرض. إن شعبنا وقواتنا مستعدون للمقاومة. وسندافع عن أراضينا إلى النهاية. هذه هي رسالتنا إلى العالم. وأمريكا وروسيا ترى ذلك جيدًا. نحن الآن نمر بأقوى مراحلنا”.
وزعم أبدو أن الهجوم على تل عفرين سيكون نهاية نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، قائلًا: “إن عفرين ستكون قلعة المقاومة. إن تل عفرين هي قلب كردستان، فهوي ليست وحيدة. انتصار تل عفرين سيكون انتصارًا لمدينة آمد (في تركيا)، مهاباد (في إيران). لقد قاومنا إلى اليوم، ونجحنا في ذلك. وسننجح في ذلك. لقد دافعنا عن أراضيها على مدار 7 سنوات. وسندافع عنها 70 عامًا أخرى”.
وأكد أبدو أن تل عفرين تمثل إرادة الشعب الكردي، قائلًا: “يجب أن يتكاتف جميع الأكراد معنا. كما يجب أن يقف بجانبنا جميع الشعب السوري. ستنتصر الأخوة، وستحقق حياة عادلة للجميع. فعفرين هي أفضل نموذج للأخوة والحياة العادلة، والحرية، والمشاركة. سينتصر مشروعنا الفيدرالي الديمقراطي. وسيخسر حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية”.
وعلق أبدو على علاقة الأكراد بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، قائلًا: “لدينا علاقات عسكرية وطيدة مع روسيا. قد تصمت روسيا في وجه تهديدات أردوغان؛ لأننا لم نطلب سابقًا أو حتى حاليًا شيئًا من الحكومة الروسية. فقد بدأت علاقتنا العسكرية معها، بناءً على طلب من روسيا نفسها، وستستمر علاقتنا معها دون انقطاع”.
وأكد على ثقته الكبيرة في القوات التابعة للشعب الكردي، حيث قال: “فقوات سوريا الديمقراطية المكونة بالأساس من حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وتنظيم وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) حصلت على قوة تجعلها قادرة على هزيمة أردوغان”، على حد تعبيره.
وكان من المثير إعلان وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أمس الثلاثاء، عدم دعمها المقاتلين الأكراد في عفرين، وقالت أنها لا تراهم جزءاً من قوات مكافحة تنظيم داعش، وأنها “ليس لديها أي صلة بهم، ولا تدعمهم بالسلاح أو التدريب، وأنها ليست أيضاً جزءاً من أي عملية عسكرية تركية محتملة في عفرين” حسب وكالة (الأناضول).
يأتي ذلك رغم إعلان التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة واشنطن أنه سيشكل بالتعاون مع قوات سوريا الديموقراطية، قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل الامر الذي أزعج أنقرة ودفع الرئيس التركي لتسريع وتيرة استعداد قواته لبدء المعركة مع المقاتليين الاكراد في الشمال السوري.
وتخشي تركيا أن تتيح الظروف تحقيق المشروع الكردي المنشود في ظل احتمالات دعم واشنطن للأكراد في سوريا، ويصبح الأمر واقعًا على الأرض رغما عنها.