إسطنبول (زمان عربي) – في الوقت الذي يستعد فيه الشارع التركي لاستقبال الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة إجراؤها في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل تواصل حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان حملاتهما ضد رموز المعارضة والتي تحولت في الآونة الأخيرة إلى هجمات فعلية. وبخاصة عمليات التضييق على وسائل الإعلام والصحف التي أصبحت حديث العالم أجمع.
وكان أبرز وقائع التعدي على الصحف ووسائل الإعلام المعارضة، الهجوم الذي تعرضت له صحيفة “حرييت” التركية باستخدام العصي والحجارة، وكذلك تهديدات القتل والاعتداءات التي تنال الصحفيين المعارضين لأردوغان، وأخيرًا الهجوم الذي تعرض له الكاتب الصحفي المعروف أحمد حاقان من قبل مجموعة من منتمين لحزب العدالة والتنمية.
بدأت حملات تكميم أفواه المعارضة وكل من لم يقف في صف حكومة حزب العدالة والتنمية عقب انتخابات 7 يونيو/ حزيران الماضي، من خلال مداهمة مجموعة إيباك (Ipek) الإعلامية. وتعمد الحكومة رفع دعاوي قضائية متتالية على الصحفيين واحدًا تلو الآخر. وتم التضييق على عدد من رجال الأعمال. وفتحت تحقيقات مع عدد من الصحفيين الكبار مثل أحمد ألطان وحسن جمال.
وفي الوقت الذي تعرضت فيه صحيفة “حرييت” للاعتداء، كانت هناك اعتداءات متزامنة على صحيفة “زمان” وتليفزيون “سمان يولو”. دون أي تدخل من قوات الأمن.
وإليكم ملخص بحملات تكميم الأفواه التي أدارتها الحكومة مستغلة إمكانيات الدولة خلال الشهر الأخير فقط:
الهجوم على صحيفة “بوجون”
1 سبتمبر/ أيلول: تعرضت مجموعة “إيباك” الإعلامية، التي تضم قنوات “بوجون تي في” (Bugün TV)، و(Kanaltürk TV)، وصحيفتي “بوجون” و”مللَّيت” للهجوم.
2 سبتمبر/ أيلول: تم اعتقال مواطن يُدعى “كاظم إيباك” (60 عامًا)، أحد أقارب المجند رجب بيرجور الذي استشهد في مدينة “سعيرت” في عملية إرهابية، بتهمة إهانة أردوغان.
7 سبتمبر/ أيلول: علق أردوغان على مايدور في البلاد والأحداث الأخيرة التي تشهدها، قائلا: “لو كان حزبًا سياسيًا (في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية)، قد تمكن من الحصول على 400 مقعد في البرلمان أو حصل على عدد كافٍ لتعديل الدستور، لكان الوضع مختلفا عما هو عليه الآن”.
وعقب نشر صحيفة “حرييت” هذه التصريحات على حسابها على تويتر تعرضت للهجوم من قبل مجموعة مكونة من 150 شخصا، بزعم أنها نقلتها بشكل خاطئ. أسفر الهجوم عن تكسير الواجهات الزجاجية والأبواب وتخريب عدد من محتويات مقر الصحيفة. وقد كان على رأس المهاجمين رئيس ذراع الشباب بحزب العدالة والتنمية نائب الحزب عن مدينة إسطنبول عبد الرحيم بوينوكالين.
7 سبتمبر/ أيلول: فتحت النيابة العامة بمنطقة باكير كوي بإسطنبول تحقيقا مع صحيفتي زمان وحرييت، بتهمة “إهانة رئيس الجمهورية”.
9 سبتمبر/ أيلول: تعرض المقر الرئيس لصحيفة “حرييت” لثاني إعتداء قبل مرور 48 ساعة فقط على الاعتداء الأول.
صحفي موال لأردوغان يهدد الصحفي المعروف أحمد حاقان بالموت
9 سبتمبر/ أيلول: نشر الكاتب جيم كوتشوك، الصحفي بصحيفة “ستار” الموالية لأردوغان، تهديدًا بالقتل للكاتب المعارض بصحيفة” حرييت” أحمد حاقان. وقال كوتشوك في مقاله: “إنك تظن أنك لا تزال في تلك الأيام التي كانت فيها صحيفة حرييت مؤثرة في تركيا. وإذا أردنا، يمكننا دهسك مثل الذبابة. ولكننا نظرنا إليك إلى الآن بعين الرأفة والرحمة، ولذلك أنت لا تزال على قيد الحياة الآن”.
مداهمة مقر مجلة “نقطة” (Nokta) المعارضة في منتصف الليل
15 سبتمبر/ أيلول: تعرضت مجلة نقطة للهجوم في منتصف الليل، بسبب أخبارها ورسومها الكاريكاتيرية المنتقدة لأردوغان وحكومته.
15 سبتمبر/ أيلول: انتشرت مقاطع مصورة لنائب حزب العدالة والتنمية عبدالرحيم بوينوكالين يهدد الكاتب أحمد حاقان بطريقة غير معقولة، قائلًا: “كنت أفكر أن أذهب اليوم إلى بيته الموجود في منطقة نيشانتاشي، وحدي. كنت سأذهب وسأنتظره هناك، وعندما أراه سأقول له تعال إلى هنا. لأننا أخطأنا أننا لم نلقن لهؤلاء الدرس اللازم في وقته المناسب”.
17 سبتمبر/ أيلول: دافع رئيس الوزراء أحمد داوداوغلو عن بوينوكالين في برنامج تليفزيوني، بالرغم من كل ما تورط فيه.
18 سبتمبر/ أيلول: فتح تحقيق مع الكاتب الصحفي الكبير حسن جمال، بسبب مقاله المنشور بتاريخ 12 أغسطس/ آب الذي قال فيه: “إن السلطان القابع في قصره هو المسؤول عن إراقة الدماء”.
18 سبتمبر/ أيلول: اعتقال الكاتب جولتيكين أوجي، الصحفي بصحيفة “بوجون”، أثناء ذهابه إلى صلاة الجمعة، بتهمة “الضلوع في محاولة انقلاب على السلطة”.
20 سبتمبر/ أيلول: فتح تحقيق مع الكاتب الصحفي المعروف أحمد ألطان بتهمة إهانة رئيس الجمهورية.
22 سبتمبر/ أيلول: فتح تحقيق مع الكاتب أتيللا تاش الصحفي بصحيفة “ميدان” بسبب مقال منشور بتارخ 19 أغسطس/ آب، بعنوان “هل صدقتم حقًا!”.
التضييق على الإعلام الحر من خلال منصة البث الرقمي
27 سبتمبر/ أيلول: اتخذت مؤسسة تيفيبو (Tivibu) التابعة لشركة “تورك تليكوم” الرسميةالتي تقدم خدمة البث عبر الإنترنت للقنوات التلفزيونية قراراً أحادي الجانب بوقف تقديم الخدمة للقنوات التلفزيونية “بوجون تي في” (BUGÜN TV)،”سامان يولو خبر” (Samanyolu Haber TV ) ومهتاب تي في (Mehtap TV).
28 سبتمبر/ أيلول: داهمت قوات الشرطة مقرات وكالة دجلة للأنباء في مدينة دياربكر، وكذلك صحيفة “AzaîyWelat” الصادرة باللغة الكردية. وأسفرت الحملة عن اعتقال 32 من العاملين بالمؤسستين، ثم أطلق سراحهم مرة أخرى.
30 سبتمبر/ أيلول: نشرت صحيفة “جونيش” (Güneş) التركية، المقربة من حزب العدالة والتنمية، صورة للرئيس الفخري لمجموعة دوغان الإعلامية، آيدين دوغان، مكبل اليدين. وفي اليوم التالي بدأت السلطات التركية عمليات فحص وتدقيق في كل المؤسسات التابعة للمجموعة بالإضافة إلى صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.