المنامة أول أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – ارتفعت أسعار لحوم
الأبقار والدواجن في البحرين لأكثر من المثلين اليوم الخميس إذ
ألغت الحكومة دعم اللحوم في إجراء حساس من الناحية السياسية يهدف
إلى توفير الأموال في الوقت الذي يؤدي فيه انخفاض أسعار النفط إلى
تراجع إيرادات الحكومة.
وظلت البحرين كغيرها من دول الخليج المصدرة للنفط تدعم السلع
والخدمات مثل اللحوم والوقود والكهرباء والماء لسنوات كثيرة لتبقي
الأسعار منخفضة جدا في مسعى للحفاظ على السلام الاجتماعي.
لكن منذ بدأت عائدات المملكة من النفط في الهبوط العام الماضي
باتت مسألة توفير الدعم أكثر صعوبة على الحكومة.
وسيتم تعويض المواطنين البحرينيين بشكل جزئي على الأقل بأن
تقدم لهم الحكومة مبالغ نقدية ولكن ذلك لن ينطبق على الأجانب الذين
يشكلون نحو نصف عدد سكان المملكة البالغ نحو 1.3 مليون نسمة.
إلا أن هذا الإجراء الإصلاحي أثار جدلا واسعا ولم يلق قبولا من
المعارضة في البرلمان. وكانت الحكومة أعلنت في البداية في أغسطس آب
أنها سترفع الدعم عن اللحوم اعتبارا من الأول من سبتمبر أيلول
لكنها أرجأت تطبيق القرار لمدة شهر بعد أن أخذت رأي برلمانيين
ومستشارين.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولين القول إن من المتوقع أن
يوفر هذا الإجراء للحكومة ما بين 22 مليونا و29 مليون دينار (58-77
مليون دولار) سنويا وهو مبلغ ضئيل مقارنة مع عجز الميزانية المتوقع
أن يبلغ 1.50 مليار دينار هذا العام.
كما تدرس الحكومة إلغاء عدد من بنود الدعم الأخرى إلا أنها لم
تعلن خطة ملموسة حتى الآن.
وغاب معظم مستهلكي اللحوم عن سوقين كبيرين في مدينتي المنامة
والمحرق اليوم الخميس. وقال سيد مجيد الهليبي الذي يدير متجر لحوم
في المنامة إن بعض الزبائن يقاطعون اللحوم على ما يبدو في مسعى
لدفع الأسعار إلى النزول.
وتخضع البحرين لضغوط مالية أكبر من معظم دول الخليج الأكثر
ثراء لكن الحكومات الأخرى إما بدأت بالفعل في خفض الدعم أو تدرس
كيفية إلغائه. وفي أغسطس آب نفذت الإمارات العربية المتحدة أكبر
إصلاح حتى الآن عندما رفعت الدعم عن أسعار البنزين المحلية.
(إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية – تحرير عبد المنعم درار)