(لإضافة تفاصيل وتغيير المصدر)
من سيلفيا وستول واندرو اوزبورن
بيروت/موسكو أول أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – شنت طائرات
روسية ضربات جوية في سوريا لليوم الثاني على التوالي اليوم الخميس
مستهدفة مناطق يسيطر عليها تحالف لمقاتلي المعارضة يشمل جماعة
تربطها صلات بتنظيم القاعدة وليس مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية
الذي تقول موسكو إنها تتصدى له.
وقالت روسيا إنها شنت ثماني ضربات جوية بطائرات سوخوي أثناء
الليل فأصابت أربعة أهداف تابعة للدولة الإسلامية لكن المناطق التي
أعلنت تنفيذ الضربات فيها ليست خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد.
وقالت قناة الميادين التلفزيونية الموالية لدمشق إن الطائرات
شنت 30 ضربة على الأقل ضد تحالف لمقاتلي المعارضة يعرف باسم جيش
الفتح. ويضم التحالف جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا ولا يضم
الدولة الإسلامية التي أعلنت دولة الخلافة في مناطق بسوريا
والعراق.
وحقق جيش الفتح تقدما في مواجهة القوات الحكومية بشمال غرب
سوريا في الشهور القليلة الماضية ويحظى بدعم دول في المنطقة تعارض
الرئيس السوري بشار الأسد والدولة الإسلامية.
وقرار روسيا المشاركة في الحرب بالضربات الجوية دعما للأسد
نقطة تحول رئيسية في المشاركة الدولية في الصراع.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا يشن حربا جوية ضد تنظيم الدولة
الإسلامية مما يعني أن الخصمين السابقين أيام الحرب الباردة يخوضان
قتالا جويا فوق نفس الدولة للمرة الأولى منذ الحرب العالمية
الثانية.
وتقول روسيا والولايات المتحدة إن عدوهما واحد وهو الدولة
الإسلامية. لكن لديهما أصدقاء مختلفون كما تتباين آراؤهم بشأن
طريقة إنهاء الحرب السورية المستمرة منذ أربع سنوات والتي راح
ضحيتها أكثر من 250 ألف شخص وتشرد بسببها أكثر من عشرة ملايين شخص.
وتعارض واشنطن وحلفاؤها الدولة الإسلامية والأسد وترى أنه يجب
أن يترك السلطة ضمن أي تسوية سلام. وتؤيد موسكو الأسد وترى أن
حكومته يجب أن تكون محور جهود دولية لمحاربة الجماعات المتطرفة.
* “تغيير كبير”
تقول روسيا إن ضرباتها الجوية أكثر شرعية من ضربات التحالف
بقيادة الولايات المتحدة لأنها تنفذ بمباركة الأسد كما ترى أنها
أكثر فعالية لأن بوسعها التنسيق مع القوات الحكومية لتحديد
الأهداف.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات سوخوي-24 ام وسوخوي-25
نفذت ثماني غارات وأصابت مستودع ذخيرة قرب إدلب بالإضافة إلى مركز
قيادة تابع للدولة الإسلامية ومكون من ثلاثة طوابق قرب حماة.
وأضافت أن ضربة دقيقة دمرت منشأة في شمال حمص تستخدم في تفخيخ
سيارات لتنفيذ هجمات انتحارية.
وليس هناك وجود كبير للدولة الإسلامية في حماة أو حمص إذ
يتمركز التنظيم إلى حد كبير في شمال وشرق سوريا.
وقالت قناة الميادين الإخبارية اللبنانية إن المقاتلات الروسية
قصفت مناطق ريفية قرب بلدة جسر الشغور التي تقع في شمال غرب سورياد
وتخضع لسيطرة جيش الفتح. وأصابت الضربات أيضا مناطق أخرى في محافظة
إدلب شملت منطقة جبل الزاوية ومناطق في محافظة حماة إلى الجنوب.
وذكرت قناة أورينت نيوز المناهضة للأسد أن الضربات الروسية
أصابت مواقع لمقاتلي المعارضة في ريف حماة.
وتحظى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة بأهمية استراتيجية
بالنسبة للحكومة السورية بسبب قربها من معقل الأسد المطل على البحر
المتوسط ومن القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في البحر المتوسط.
وبعد سنوات من الجمود على الأرض لحقت انتكاسات بالقوات
الحكومية هذا العام بأيدي جماعات معارضة.
وقال مصدر عسكري سوري اليوم الخميس إن الدعم العسكري الروسي
سيحدث “تغييرا كبيرا” في مجريات الحرب خاصة من خلال قدرات
الاستطلاع المتطورة التي يمكن أن تحدد الأهداف التابعة لمقاتلي
المعارضة.
وحقق جيش الفتح مكاسب سريعة في شمال غرب سوريا منذ مايو أيار
إلى جانب جماعات معارضة أخرى. وانتزع السيطرة على مدينة إدلب وبلدة
جسر الشغور من القوات الحكومية ويتقدم باتجاه المناطق الساحلية.
وقال دبلوماسي يتابع الوضع في سوريا “الضربات الروسية تغير
قواعد اللعبة.. خرجت دمشق من مأزق.”
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)