أنقرة (زمان عربي) – تكشفت تفاصيل مهمة حول هويّات وطرق عمل أصحاب صفحات أنصار حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان على مواقع التواصل الاجتماعي والذين ينهالون من خلالها بالسب والشتائم على منتقدي الحكومة وأردوغان.
وتبين أن 6 آلاف شخص في “فريق الشتامين” يرأسهم 30 شخصًا هم مدراء الصفحات يوجهون وابلًا من الشتائم عبر تلك الصفحات لأشخاص بعينهم،كما ظهر أن هؤلاء الأشخاص يتقاضون راتبًا يبلغ 330 دولارًا لكل منهم على الأقل من رجال الأعمال المقربين للحكومة.
ويمكن القول بأن حملة التشويه والإساءة التي شنها بعض الشخصيات التابعة للعدالة والتنمية على أمينة جوزيل والدة الرائد الشهيد ياووز سونات جوزيل بسبب جملة: “أين أنت يا أردوغان” التي قالتها بعد استشهاد ابنه خلال اشتباكات مع عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في مدينة تونجلي شرق البلاد، تسببت في تحويل الأنظار مرة أخرى إلى حسابات مناصري الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب خبر نشرته صحيفة” طرف” التركية، فإن فريقا من مناصري حزب العدالة والتنمية الذين لاقوا ردة فعل شديدة من قبل الرأي العام التركي كافة بسبب الشتائم التي انهالوا بها على أقارب الشهداء تم تشكيله في أعقاب أحداث مظاهرات جيزي بارك عام 2013 في إسطنبول. واللافت أن أحد نائبي الرئيس العام بالحزب هو من قام بتشكيل الفريق الذي تكلف مهمة “الهدم والتدمير” على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي بداية الأمر استفاد الفريق من جناح الشباب بالحزب، وبعد ذلك تم توسعته من ناحية العدد، إلى أن وصل إلى 6 آلاف شخص.
30 شخصًا في الفريق الأساسي
ويتم إدارة أو توجيه مناصري حزب العدالة والتنمية الذين يسيئون ويسبون كل من يعارض الحكومة عبر حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل فريقين منفصلين من الأساسيين والمديرين.
ويضم الفريق الذي يُطلق عليه” الفريق الأساسي” 30 شخصًا، وهو الفريق الذي يحدد الشخصيات التي يجب مهاجمتهم وسبّهم وشتمهم.
ويمكن القول بأن مناصري الحزب يشكّلون فريقا للتفكير والتخطيط وتدبير الأمور. إلى جانب ذلك هناك قادة للرأي عددهم 250 شخصًا، وهم يتكونون من جناح الشباب بالحزب والعاملين بوحدات الاتصالات.
كيف تعمل “آلية السب والشتم”؟
تجدر الإشارة إلى أن جيش مناصري حزب العدالة والتنمية المكون من 6 آلاف شخص لا يتصرفون من تلقاء أنفسهم. بل يقوم الفريق الأساسي المكون من 30 شخصًا بتحديد الأشخاص الذين يجب إهانتهم أو الهجوم عليهم. ثم يقوم هؤلاء الأشخاص بنشر رسائل وتغريدات ضد الأشخاص المستهدفين عبر حسابات وهميّة.
ويعتبر ذلك بمثابة فتيل الإشارة التي سيتم انتزاعها، وبعدها تشن الفِرق كافة وابلا من الشتائم على نفس الشخص المستهدف. وعامة لاتستخدم هذه الفرق الهواتف للتواصل مع بعضهم البعض، إنما يستخدمون في أغلب الأحوال الرسائل القصيرة عبر تويتر.
أما الأشخاص المتواجدين في فريق مناصري الحكومة فهم يتشكلون من الأعضاء بجناح الشباب بالحزب. واللافت أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء الأشخاص تم جمعهم من أقارب المسؤولين في الحزب بهدف الأمن ويتراوح متوسط أعمارهم ما بين 20 إلى 25 عامًا. واللافت أيضًا أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء الأشخاص يتشكلون من الشباب الخريجين من مدارس الأئمة والخطباء الثانوية.
أما الأشخاص المتواجدين في الفريق الذي يُذكر باسم “مناصري العدالة والتنمية” فيُدفع لهم رواتب غير مسجلة بمبالغ مختلفة. وغالبًا ما يتم دفع هذه الرواتب عبر الشركات التي حصلت على مشاريع من البلديات التابعة لحزب العدالة والتنمية.
وتبين أن أقل راتب يتم الحصول عليها ألف ليرة (330 دولارًا). أما الأشخاص الذين يؤدون مهاهم بنجاح يتم مكافأتهم ببعض العطاءات.
وهناك شركات تحصل على إعلانات ودعاية من مؤسسات وهيئات مثل بنوك الدولة وشركة “توركسيل” (Turkcell) للاتصالات وقناة “تي أر تي” (TRT) الحكومية.