بولو (زمان عربي) – تقع بلدة “جوينوك” (Göynük) في حدود مدينة بولو شمال غرب تركيا وشهدت مراحل عملية تحوّل الدولة العثمانية إلى “الإمبراطورية”. وهي إحدى النماذج المهمّة التي تعكس نمط المعيشة التركية وثقافة التعايش والإعمار في الأناضول.
وبلدة “جوينوك” تحظى بأهميّة كبيرة من حيث إنها استطاعت أن تحافظ على طرازها المعماري الأصيل وبنيتها الطبيعية، ونجحت في استدامة العادات والتقاليد الموجودة بها. وعلى وجه الخصوص لم تتغير معالم الشوارع والأزقة التي تشكّلت حسب بينة المنطقة وطبيعتها. ويمكن القول بأن المباني الموجودة داخل الحدائق التي تشكّلت وفق هذه الشوارع، والمنازل التي تمنح الجمال المشمس لنمط معيشة ساحر وحي عامر بالدفء، والتي يعتبر بعضها شديد الخضرة والبعض الآخر منها شُيّد عبر مراحل تاريخية مختلفة، وكذلك المباني التي تطل على بعضها الآخر وسط نسيج تصويري للبلاط المصمم على النمط التركي المغطى بالطحالب، كل هذه الخصائص أفضل نماذج تعكس روح التضامن والتعاون من ناحية العلاقات الإنسانيّة.
وتضم بلدة “جوينوك” التي فُتحت في أوائل الدولة العثمانية ضريح الشيخ أق شمس الدين، أحد القادة المعنويين في الدولة العثمانية والذي لعب دورًا كبيرًا في فتح إسطنبول في عهد السلطان محمد الفاتح.
ويمكن القول بأن هذه البلدة تعتبر رمزًا لعدم التهدم والتدهور من ناحية معمارها وبنيتها الطبيعية وتراثها الشعبي. والبلدة تعد مكانًا مناسبًا للعيش فيها حيث إنها تمتاز بالأمن والهدوء والراحة. كما أنها تعد مكانًا رائعًا لقضاء عطلة في رحاب الطبيعة للراغبين في الابتعاد عن ضجيج المدن الكبيرة وصخبها وتوترها.
رحلة داخل لوحة فنية للبطاقات التذكاريّة
سابانجا وتاراكلي وجوينوك ومودورنو ونالليهان وبيي بازاري.. هذه البلدات الواقعة على الطريق الحريري تحظى في الوقت ذاته بأهمية كبيرة لأنها كانت على الطريق التي كان يستخدمه العثمانيون بكثرة خلال رحلاتهم.
وبلدة “جوينوك” هي واجهة يمكن أن تجدوا فيها ما يواسي الوحدة وتدعو إلى محادثة الإنسان مع نفسه. حيث يسمع في شوارعها وأزقتها صوت الحنين إلى الوطن.
إن المنازل التاريخية التي يمكن التقاط صورها هي في حقيقة الأمر صور من الماضي. وبالمناسبة يمكن أيضًا تناول وجبة غداء لذيذة في أحد المطاعم الصغيرة التي يوجد على طاولتها زجاجات المياه. وبعدها الاستمتاع باحتساء الشاء على أحد الكراسي الموجودة في جانب النهر الصغير. وقد يجد الزائر متعة كبيرة للغاية عند مشاهدة المنظر البانورامي لـلبلدة من خلال “برج النصر” الذي شيّده السيد خورشيد أول محافظ لبلدة جوينوك في العهد الجمهوري بعد عام 1923.