إسطنبول (زمان عربي) – مع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دأب منذ البداية على رفض كل الأصوات المنادية إلى تجنّب التوجّه إلى “لغة الحرب” قبل استنفاد كل إمكانيات “اللغة الدبلوماسية” في الأزمة السورية، إلا أنه تراجع عن موقفه الصارم هذا وعمد إلى تليينه غداة لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحليف الوثيق للنظام السوري.
فقد أعلن الرئيس أردوغان لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية أن الأسد من الممكن أن يشارك في مرحلة انتقالية في إطار حل للأزمة السوري، بعد أن كان يقول بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية لا في نهايتها، وبأنه لا مكان له في أية عملية سياسية لسوريا، لأنه السبب الوحيد للمشاكل.
وفي طريق عودته من روسيا بعد لقاءه مع بوتين، أدلى أردوغان بتصريحات مفاجئة للصحفيين، إذ قال رداً على سؤال حول الحل الممكن في سوريا “من الممكن أن تتم هذه العملية (الانتقالية) من دون الأسد، كما يمكن أن تحصل هذه العملية الانتقالية معه”، مما يدل على أنه تراجع عن موقفه السابق وبدأ يعتقد بإمكانية مشاركة الأسد في عملية انتقالية.
واللافت أن التغيير المفاجئ في موقف أردوغان من الأزمة السورية يأتي بالتزامن مع مواجة أوروبا موجة لاجئين لا سابق لها منذ الحرب العالمية الثانية. وتبعاً لأردوغان عمدت وسائل إعلامية موالية له كذلك إلى تليين اللغة المستخدمة في الأخبار والقضايا الخاصة بالمشكلة السورية.
وكان أردوغان قد رفض حتى اليوم الاستماع للأصوات الداعية إلى تجنّب اتباع سياسات عاطفية طوباوية غير ملائمة مع واقع وظروف منطقة الشرق الأوسط، واستسلم لمشاعره لدرجة أنه قال عام 2012 زاعماً: “سنذهب في أقرب وقت إلى الشام (دمشق).. وسنصلّي في الجامع الأموي”. لكنه بعد أربع سنوات اضطر لقبول الأمر الواقع وموقف المناخ الدولي الرافض لتدخل عسكري لتسوية القضية السورية التي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين من بلادهم.