تقرير: حمزة قدير أوغلو
أنقرة (زمان التركية) – شكلت تركيا مثلثًا إستراتيجيًّا في البحر الأحمر وخليج البصرة والمحيط الهندي باختراقها أفريقيا والشرق الأوسط.
وعقب تدشين تركيا قواعدها العسكرية في كل من الصومال وقطر، خصصت لها السودان أيضا جزيرة “سواكن” التي تُعد مدخل البحر الأحمر بناء على طلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومن جانبه أدلى وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور بتصريحات حول البلدة الساحلية بـ”سواكن” المتبقية من عهد الإمبراطورية العثمانية، حيث ذكر غندور أن تركيا ستعيد ترميم هذه المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر وستقوم بإنشاء ترسانة لصيانة السفن المدنية والعسكرية.
وبهذا نجد أن الجيش التركي أسس مثلثًا تركيًّا إستراتيجيًّا في المنطقة التي تضم البحر الأحمر من خلال جزيرة سواكن، وذلك عقب تأسيسه قاعدة عسكرية في الصومال على سواحل المحيط الهندي وقطر الواقعة على خليج البصرة. وكانت جزيرة سواكن المعروفة ببوابة البحر الأحمر نقطة تأمينية ضد المخاطر القادمة من البحر الأحمر والحجاز أثناء الإمبراطورية العثمانية.
جزيرة سواكن التي تُعرف بـ”مدخل البحر الأحمر” بسبب أهميتها التجارية والاقتصادية ويقطن فيها أكثر من 40 ألف سوداني، تركت لمصر التي كانت تحت الاحتلال الإنجليزي آنذاك بموجب اتفاقية “لوزان”، وبقيت الجزيرة ضمن الأراضي السودانية عقب استقلال السودان عن الإنجليز في عام 1956.
وعلى الصعيد الآخر نشر برنامج “yapboz” الذي يُعرض على قناة (A Haber) المملوكة لعائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء قبل أمس الجمعة لقطات من الجزيرة، حيث أعرب المسؤولون السودانيون عن سعادتهم من الوجود التركي خلال اللقطات التي بثت من الجزيرة التي وصفت بـ”الجزيرة التي أغضبت أعداء تركيا”.
وتناول البرنامج الذي حمل عنوان “أحفاد العثمانيين يدافعون عن ميراثهم” الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام المصرية والتي قالت إن هدف الوجود الترك في الجزيرة هو الإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما تطرق البرنامج إلى تقييمات خبراء المخابرات الأمريكية المركزية بشأن الموضوع الذين أكدوا خلالها على ضرورة إنشاء قواعد في صورة مثلثية للسيطرة على أي منطقة.
وفي تعليق منه على اللقطات خلال البرنامج، أفاد كاتب صحيفة “تقويم” الموالية لأردوغان “أرجون ديلار” أن المنطقة العسكرية التي ستؤسسها تركيا في الصومال وقطر، وجزيرة سواكن بعدهما تشكل شريان طريق الحرير، مؤكدًا أن حزيرة سواكن ستصبح قاعدة عسكرية بنسبة 99 في المئة.
وأضاف ديلار أن نظام محمد مرسي كان سيضطلع بدور في هذه المنطقة لو ظل في الحكم في مصر، زاعمًا أن تركيا لم تعد دولة تخاف، وأن كل السفن التي ستمر بالبحر الأحمر ستخضع لرقابة تركية.
وأفاد مقدم البرنامج “بكر حذار” أن أفريقيا كانت تُدار من تلك الجزيرة في عهد الإمبراطورية العثمانية التي أنشأت بدورها قاعد عسكرية بها.
على الصعيد الآخر افتتحت مدرسة للضباط ومركز تعليم مشترك ومدرسة حربية صومالية أنشأتها تركيا في الصومال في سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث تحمل القاعدة التي تبلغ مساحتها 4 كيلومتر مربع اسم “ثكنة الأناضول” وتضم أكثر من مئتي جندي تركي. وبالإمكان تقديم تدريبات عسكرية لنحو 1500 جندي في الوقت نفسه داخل المخيم الواقع بالعاصمة مقديشو.
وخلال الأيام القليلة الماضية أعلن المسؤولون اليونانيون توقيفهم سفينة تركية تحمل أسلحة غير مرخصة كانت في طريقها إلى ليبيا، بينما أعلنت أنقرة أن الأسلحة التي كانت على متن السفينة مرخصة.
وأوضحت السفارة التركية في طرابلس أن الإذن الذي مُنح للسفينة كان موجهًا إلى الصومال وليس ليبيا مشددة على التزام تركيا بقرارات الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل قال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب “المصريين الأحرار”، إن الأمم المتحدة عليها التحقيق فى واقعة السفينة التى تم ضبطها من قبل السلطات البحرية اليونانية يوم الأربعاء، حيث أوقفت السلطات اليونانية سفينة تحمل متفجرات وأدوات تفجير فى 29 حاوية وقد تم ضبطها بالقرب من جزيرة كريت اليونانية.
وأشار فى بيان إلى أن المسئولين اليونانيين قالوا” “إن أوراق السفينة تدل على خروجها من مينائى “مرسين” و”إسكندرون” فى تركيا، ووجهتها إلى جيبوتى والصومال، لكن طاقم السفينة أكدوا أن لديهم تعليمات بالذهاب إلى مصراتة بلبيا .
وألمح إلى أن كمية المتفجرات المضبوطة تعدت 410 طنا، منها نترات الأمونيوم المكون الأساسى لـ” تي أن تي”.
وأضاف رئيس حزب المصريين الأحرار، أن مصراته تخضع للإخوان المسلمين من خلال حزب العدالة والبناء الليبي، وكذلك قوات فجر ليبيا، مشددا على أن الأمر يتطلب تحقيقا سريعا وتدخلا مباشرا من الأمم المتحدة، حيث يشكل هذا التصرف تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين.
وفي العاصمة القطرية الدوحة أسست تركيا قيادة للقوات البرية التركية في إطار التعاون العسكري بين البلدين. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي زار أردوغان ورئيس الأركان خلوصي آكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان برفقة 9 وزراء القاعدة العسكرية التي من المخطط لها أن تصبح فرقة كاملة ويرتفع عدد طواقهما إلى 3 آلاف جندي اعتبارا من العام الجاري.
وفي أغسطس الماضي وقعت الدولتان اتفاقية “الدرع الحديدي” للدفاع عن قطر، وتضم القاعدة العسكرية أيضا ناقلات جند مدرعة أرسلتها تركيا.
وفي عام 2013 أعلن المسؤولون اليمنيون توقيفهم سفينة تحمل أسلحة تركية في طريقها إلى اليمن في المياه الإقليمية اليمنية واستيلائهم على هذه الأسلحة.
يذكر أن أردوغان كان أعلن في مقطع فيديو قائلاً: “نحن من رؤساء مشروعي الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا، ونحن نقوم بهذه المهمة”، وأضاف: “مدينة ديار بكر (ذات الأغلبية الكردية) تتمتع بمكانة خاصة عندي، فأنا أرى أنها من الممكن أن تكون نجمًا في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير لأمريكا.. من الممكن أن تكون مركز جذب في المنطقة”.