أربيل (زمان التركية)ــ أكد الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم كوردستان العراق، صالح مسلم، أن “تدخل تركيا في إدلب سيؤدي بها إلى الهلاك، وأن تهديداتها بدخول عفرين لعبٌ بالنار، كما أن التدخلات الخارجية لن تنفع في إيران، ويجب أن يكون التغيير داخلياً”.
وقال صالح مسلم، الذي يشغل حالياً منصبًا إداريا في لجنة العلاقات الخارجية بحركة المجتمع الديمقراطي وفي تصريح صحفي نقله موقع (رووداو) الكردي، إن “تهديدات تركيا باحتلال عفرين هي لعب بالنار، فشعب عفرين ليس كأي شعب آخر، وعفرين ستكون كـ(بركان) ينفجر في وجه تركيا، وكما قاوم أهالي كوباني في وجه داعش وحرروها، فإن مقاومة عفرين ستكون أكبر”.
تمثل عفرين أهمية إستراتيجية في المشروع الكردي، لأنها تشكل الجسر الجغرافي لوصل مشروع “الهلال الكردي” الذي تخشاه تركيا بالبحر الأبيض المتوسط. وتخشي تركيا أن تتيح الظروف تحقيق المشروع الكردي المنشود في ظل دعم واشنطن للأكراد، ويصبح الأمر واقعا على الأرض رغما عنها.
وتابع “مسلم” قائلا “سوريا تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الخارجية، والقوى الدولية لا ترغب بحل الأزمة السورية”. كما اعتبر أن “إقصاء مكونات شمال سوريا عن الاجتماعات الدولية يطيل من أمد الأزمة”.
وترفض تركيا مشاركة الأكراد في مؤتمر “سوتشي” المقرر عقده بروسيا نهاية الشهر الحالي، وقالت أنها حصلت على تعهد من روسيا بعد حضور الأكراد.
وأشار الإداري في لجنة العلاقات الخارجية إلى أن “صراع المصالح والحرب البينية بين القوى الخارجية تتركز حالياً في مناطق معينة بسوريا، فبعد انتهاء الحرب في الشمال السوري، اندلعت الحرب بين العديد من القوى في مناطق مختلفة من سوريا، منها إدلب ودرعا وبعض المناطق في العاصمة دمشق، وفي هذه المناطق تتصارع القوى على مصالحها”.
وفيما يتعلق بالحرب الدائرة حالياً حول إدلب، قال مسلم إن “عوامل عديدة تجعل من إدلب مركزاً للصراع والمواجهات، منها وجود تنظيمات دينية متشددة مثل الإخوان المسلمين، وكذلك وقوعها على الحدود التركية السورية، مما يسهل التدخل التركي”.
وأضاف أن “المجموعات التي دعمتها تركيا ستدخل في مواجهات مع تركيا نفسها عما قريب، مع تصاعد المواجهات في إدلب، فجميع القوى ستشارك في حرب إدلب، لكن بمعزل عن تركيا”.
وزادَ قائلاً: “كانت تركيا تسعى للوصول إلى بلدة (أبو الظهور) التابعة لمدينة إدلب، لكن سرعان ما توجهت قوات النظام السوري إلى تلك البلدة لاسترجاعها، ولا يمكن لأي قوة أن تمنع قوات النظام من التدخل في أبو الظهور لأنها تابعة لسوريا، وتركيا الآن مجبرة على أن تحارب، وإذا حاربت فستدخل في (كارثة)، والكارثة ستؤدي بتركيا إلى الهلاك والفشل”.
وكشف مسلم أن “مخطط الدخول إلى إدلب مُدرج على جدول العديد من الدول والقوى، ومن بينها قواتنا، وإدلب هي منطقة جغرافية مميزة بجبالها ووديانها وسهولها، ونحن سنكون على قدر المسؤولية في طرد جميع القوات الإرهابية منها”.
وبخصوص مناطق شمال سوريا، قال مسلم: “بعد تحرير الرقة من داعش خطونا خطوة كبيرة نحو السلام، لكن لا نستطيع القول إن الحرب قد انتهت، ونحن كفيدرالية شمال سوريا الديمقراطية ليس لدينا أي مشروع لتقسيم سوريا، بل نحن مستعدون لأي علاقة مشتركة مع أي طرف يساهم في حل الأزمة في سوريا”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، شدد في تصريح صحفي الجمعة، على رفض بلاده المساعي نحو إقامة “دولة كردية” في شمال سوريا، محذرا من “التفكير في الموضوع” وأن بلاده ستسعي لإحباط أي محاولة دعم من الدول الغربية للأكراد في هذا الصدد.