(زمان التركية)ــ أعلنت وزارة الداخلية التونسية اليوم الخميس عن اعتقال أكثر من 300 شحصًا تورطوا في “أعمال شغب وتخريب” ليل أمس مع تزايد الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البلاد لليوم الثالث على التوالي ضد إجراءات تقشف بينما انتشر الجيش في عدة مدن تونسية.
ونقلت وكالة (رويترز) عن شهود قولهم، أن الجيش انتشر في مدينة تالة القريبة من الحدود الجزائرية بعد انسحاب كلي لقوات الأمن من المدينة ليل الأربعاء عقب حرق المتظاهرين لمنطقة الأمن الوطني بالمدينة.
وانطلقت الاحتجاجات العنيفة في أنحاء البلاد منذ يوم الاثنين اعتراضًا على قرارات حكومية بفرض ضرائب جديدة ورفع الأسعار ضمن ميزانية 2018 لتقليص العجز في الموازنة وإرضاء مقرضين دوليين يضغطون على تونس لتدشين إصلاحات اقتصادية تأخرت كثيرا.
وينظر الغرب إلى تونس باعتبارها النجاح الديمقراطي الوحيد بين دول الربيع العربي التي تفجرت في 2011. لكن تسع حكومات تولت زمام البلاد منذ ذلك الحين ولم تتمكن أي منها من علاج المشكلات الاقتصادية المتزايدة.
وشملت احتجاجات مساء الأربعاء العديد من المدن الأخرى ومن بينها باجة وسوسة وسليانة والعاصمة والمهدية ونابل والقصرين وكانت عنيفة وشهدت عمليات تخريب ونهب وحرق.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز ولاحقت المتظاهرين. وانتشر الجيش في سوسة وقبلي أيضا سعيا لحماية المباني الحكومية التي أصبحت هدفا للمتظاهرين في عدة مدن.
وقال خليفة الشيباني الناطق باسم وزارة الداخلية إن القوات الأمنية اعتقلت حوالي 330 شخصا متورطين في أعمال تخريب وسلب ليل الأربعاء، ليرتفع عدد المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات العنيفة يوم الاثنين إلى حوالي 600 شخص.
ويوم الأربعاء اتهم رئيس الوزراء يوسف الشاهد الجبهة الشعبية وهي ائتلاف المعارضة الرئيسي في البلاد بعدم التحلي بالمسؤولية والتحريض على الفوضى والاحتجاجات العنيفة قائلا “أنا أسمي الأمور بمسمياتها .. الجبهة الشعبية غير مسؤولة”.