ديار بكر (تركيا) 11 سبتمبر أيلول (رويترز) – أطلق مسلحون أكراد النار على مطعم يرتاده أفراد الشرطة التركية في كبرى مدن جنوب شرق تركيا اليوم الجمعة فقتلوا نادلا وأصابوا ثلاثة من الشرطة فيما تشهد المنطقة المضطربة أسوأ موجة عنف منذ تسعينيات القرن الماضي.
وقصفت طائرات تركية أهدافا لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق لليلة الخامسة على التوالي فيما اتهم زعيم حزب تركي معارض موال للأكراد قوات الأمن باتباع سياسة القتل المتعمد في بلدة الجزيرة.
ووسط صورة أمنية قاتمة إلى حد بعيد وعلى الرغم من انفجار قنبلة استهدف قوات الأمن قال مسؤول تركي اليوم الجمعة إن حظر التجول المستمر منذ ثمانية أيام في الجزيرة سيرفع صباح غد السبت.
وقتل المئات من المسلحين وأفراد الأمن منذ استئناف القتال بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية بعد انهيار وقف إطلاق النار في يوليو تموز لتنهار عملية سلام بدأت عام 2012 لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة عقود.
واستأنفت الحكومة الضربات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني قبل شهرين ردا على ما وصفته بالتصعيد الشديد للهجمات على قوات الأمن وإطلاق النار في المراكز الحضرية. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالقتال حتى يتم القضاء على جميع “الإرهابيين”.
وقال صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في كلمة ألقاها أثناء اجتماع حزبي “لو استمرت هذه الحرب مئة عام أخرى فسيظل حزب العمال الكردستاني موجودا وسيظل الجيش التركي موجودا.
“يجب أن يرفع الإصبع عن الزناد. يجب أن تسكت الأسلحة حتى تسمح الظروف باستئناف المفاوضات.”
وتصنف أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية. وبدأ الحزب تمردا عام 1984 وقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع.
وتزامن انهيار وقف إطلاق النار مع تفاقم الصراع في سوريا والعراق المجاورتين وصعود تنظيم الدولة الإسلامية الذي وجهت إليه اصابع الاتهام في تفجير وقع في يوليو تموز في تركيا وأسفر عن مقتل 30 شخصا.
وذكر مصدر أمني أن أكثر من 15 طائرة حربية قصفت أهدافا لحزب العمال الكردستاني في قنديل والزاب وافاشين في جبال شمال العراق لمدة خمس ساعات اليوم الجمعة.
وقال تلفزيون إن.تي.في ونقلت وسائل إعلام تركية أخرى عن مصادر أمنية قولها إن 60 مسلحا على الأقل من حزب العمال الكردستاني قتلوا في ضربات جوية نفذتها طائرات إف-16 وإف-4 التي أصابت 64 هدفا في معسكرات الحزب في المنطقة. ولم يتسن تأكيد الأرقام على الفور.
مقتل نادل
وفي الهجوم على المطعم بمدينة ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا حيث تعيش غالبية من الأكراد قالت مصادر أمنية أخرى إن النادل تلقى رصاصة في رأسه فيما كان يقوم بخدمة أفراد في الشرطة أصيب أحدهم بجروح بالغة.
وأضافت أن النادل (22 عاما) كان قد أنهى فترة التجنيد الإلزامية قبل شهرين.
وإلى الجنوب جاء قرار رفع حظر التجول في الجزيرة على الرغم من استمرار التوتر في البلدة التي يقطنها 100 ألف نسمة مع اصابة خمسة من قوات الأمن في انفجار قنبلة اليوم الجمعة.
وتواجه السلطات ضغطا متزايدا للسماح بدخول البلدة والسماح بإجراء تحقيقات في مزاعم الاستخدام غير المتناسب للقوة من قبل أجهزة الأمن.
ويقول ساسة موالون للأكراد إن 21 مدنيا قتلوا وتصاعدت حدة أزمة إنسانية إذ ظلت الجثث في العراء وانحسرت إمدادات الغذاء والماء.
وقال دمرداش إن القوات الخاصة التي تعمل بناء على أوامر حاكم الإقليم تطلق النار على من يجازف بالخروج إلى الشارع.
وتابع “يحكم على الأكراد بالإعدام.”
وذكر وزير الداخلية التركي أمس الخميس أن مدنيا قتل في الجزيرة وأن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل عشرات المسلحين. ومنع عدد من نواب حزب الشعوب الديمقراطي من دخول البلدة أمس.
وطالب نيلز مويزنيكس مفوض حقوق الإنسان في المجلس الأوروبي بدخول مراقبين لتقييم الوضع على الفور بينما قالت منظمة العفو الدولية في بيان إنها تشعر بالقلق العميق من تأثير حظر التجول.
وفرضت السلطات التركية أيضا حظر تجول أثناء الليل في بلدة يوكسيكوفا القريبة من الحدود مع إيران الليلة الماضية بسبب ما وصفته بتصاعد نشاط المسلحين هناك.