أنقرة (زمان التركية) – انتقد رئيس حزب السعادة التركي تمل كرم الله أوغلو التصريحات السابقة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشأن سداد ديون البلاد كافة إلى صندوق النقد الدولي، قائلا أن تركيا بالفعل لم تعد مدينة لصندوق النقد الدولي غير أنها باتت مدينة للجميع.
وكشف كرم الله أوغلو رئيس حزب السعادة، وهو امتداد لحزب الرففاه الذي كان يتزعمه الراحل نجم الدين أربيكان أستاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “أن ديون تركيا تجاوز الـ 900 مليار وهي ما تساوي 235 مليار دولار أمريكي في الوقت الراهن في الداخل والخارج حسب البيانات الرسمية”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في العام الماضي أن بلاده كانت مدينة ب23.5 مليار دولار إلى صندوق النقد الدولي في عام 2013 مشيراً إلى أن بلاده لم تعد مدينة للصندوق.
وزعم أردوغان أن الصندوق طلب لاحقا قرضًا بقيمة 5 مليار دولار من بلاده مفيدًا أنه أصدر تعليماته إلى وزير الاقتصاد آنذاك بمنحهم القرض غير أن الصندوق تراجع عن الأمر لاحقا.
اتهام جول بالخيانة!
وفي كلمته خلال المؤتمر السادس للحزب بمنطقة فاتح بمدينة إسطنبول دافع كرم الله أوغلو عن الرئيس السابق عبد الله جول الذي استهدفه الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في خطاباته الأخيرة، حيث أشار كرم الله أوغلو إلى إصدار السلطات التركية مرسوم يحمي فصيل من المدنيين من أفعالهم أثناء المحاولة الانقلابية الغاشمة غير أن الأمر أثار حالة من القلق داخل المجتمع.
وقال كرم الله أن السطات التركية ومؤيديها انفعلوا لمطالبة جول بإصلاح الصياغة الغامضة للمرسوم، لدرجة دفعت السلطات التركية وفي مقدمتها أردوغان إلى اتهام جول بالخيانة.
وأفاد كرم الله أوغلو أن أسلوب السلطات التركية في التعامل مع الأمر ليس أسلوب أوروبي بل أسلوب يوجد فقط في النظم الديكتاتورية.
تطبيق بيلوك
تطرق كرم الله أوغلو أيضا إلى مسألة تطبيق بيلوك الذي يُزعم استخدام الانقلابيين له، وعلى أساس هذا التطبيق تم حبس الآلاف من الأتراك ثم الإفراج عنهم لاحقا، قائلا: “ظهر الحق في النهاية، لكن كيف ستدفعون ثمن الآلام التي عانى منها من سُجنوا ظلما؟ ترتكبون الخطأ من ثم تقومون بإصلاحه! الدول لا تُدار هكذا بل تُنشأ الدول على العدل والقانون، فمعاقبة شخص برئ بمثابة معاقبة الانسانية بأكملها”.
وخلال الأيام القليلة الماضية كانت نيابة إسطنبول اعترفت أن الاعتقالات المتعلقة بتطبيق بيلوك خاطئة مطالبة بالافراج عن نحو ألف شخص وذلك بعدما تسبب تطبيق بيلوك الذي كان يُمثل أقوى أدلة الإدانة في قضايا الانقلاب في حبس أكثر من 10 آلاف شخص في تركيا.
محاولة الانقلاب في عام 2016
وكانت تركيا شهدت عام 2016 محاولة انقلاب قتل خلالها حوالي 250 شخصًا.
واتهم الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة التركية حركة الخدمة بالوقوف وراء الانقلاب وقتل المواطنين الأبرياء، إلا أن الأخيرة نفت هذه التهم جملة وتفصيلا على لسان ملهم الحركة فتح الله غولن.
وطالب غولن بفتح تحقيق دولي حول الانقلاب، لكن السلطات التركية لم تستجب له حتى الآن.
وحبست السلطات التركية منذ محاولة الانقلاب أكثر من خمسة وخمسين ألف شخص، من بينهم 18ألف سيدة وما يقرب من 700 طفل مع أمهاتهم بتهمة الانقلاب، حسب بيانات وزارة العدل التركية.