أنقرة (زمان التركية) – أثارت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى فرنسا غضب حقوقيون وصحفيون وقوميون أكراد.
وشهد يوم الجمعة الماضي الذي توجه فيه أردوغان إلى فرنسا إدانة منظمات تعمل في مجال حقوق الإنسان ومنظمة صحفيون بلا حدود وجمعيات كردية، وخروج مظاهرات ضد الممارسات “الفاشية” لأردوغان في الداخل التركي.
تشبيه أردوغان بالقذافي
وتسببت دعوة أردوغان إلى فرنسا فى انتقاد الصحافة الفرنسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بل وتشبيه أردوغان بالقذافي الذي أجرى زيارة إلى فرنسا في عهد ساركوزي وأقام منصته في قلب باريس.
وتناولت الصحافة الفرنسية زيارة أردوغان بشكل مغاير للصحافة التركية، مشيرة إلى أنه ليس من المعروف متى سيتلقى الرئيس التركي دعوة مجددا من باريس بعد آثينا وتونس، غير أنه قد يتلقى دعوة من لاهاي يوما ما، في إشارة منها إلى محكمة لاهاي لحقوق الإنسان.
ومن جانبها ذكرت صحيفة لوموند أن أردوغان يزداد عزلة على الساحة الدولية بمرور الوقت، بينما وصفت صحيفة ليبراسيون أردوغان بالضيف الذي عجز عن توحيد الأصوات داخل قصر الإليزيه، في حين رأت صحيفة لو فيجارو أن أردوغان يمد يده إلى الاتحاد الأوروبي من باريس.
وبالتدقيق في الأخبار المتعلقة بتركيا وأردوغان تم ذكر أسماء الصحفيين المعتقلين داخل السجون التركية عثمان كافالا وأصلي أردوغان وأحمد شيك وأليف شفق بجانب ثلاث سيدات كرديات ثوريات متهمات بالانتماء إلى حزب العمال الكردستاني الإرهابي قُتلن في باريس قبل نحو 5 سنوات.
وكانت توقعات باريس مختلفة كثيرا عن توقعات أنقرة، كما أن عدد منتقدي ماكرون لدعوته واستقباله أردوغان لم يكن قليلا.
وفي أعدادهم الصادرة في صباح اليوم التالي للزيارة نقلت صحيفة لوموند عن ماكرون قوله إن الوضع في تركيا لا يسمح بإحراز أية تقدم في مسألة الاتحاد الأوروبي، بينما ذكرت صحيفة ليبراسيون أن أردوغان الذي توجه إلى باريس من أجل حملة لتحسين صورته وسمعته فُضح أمره، في حين أوضحت صحيفة لو فيجارو أن ماكرون أغلق بوابة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي في وجه أردوغان.
وتشير الأخبار المتداولة في الصحافة الفرنسية إلى إدانة الصحفيين والمحامين لحملات التصفية الجماعية التي تشنها أنقرة لتسليط الضوء على انهيار الديمقراطية في تركيا، بينما يزيد أردوغان من شدة الطوارئ في تركيا.
وسلطت الصحافة الفرنسية الضوء على إعلان رئيس مجلس الدولة في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وجود نحو 7 مليون متهم في تركيا.
فضيحة
تناولت الصحافة الفرنسية أيضا فضيحتين كبيرين ألا وهما توجيه مستشار أردوغان له خلال حوار صحفي، حيث كتب بخط كبير على لوح أبيض أثناء مقابله لأردوغان مع قناة فرنسية في إسطنبول، عبارة “العدالة تتطلب معاقبة المجرم” الأمر الذي أدى إلى تعليق رواد مواقع التواصل الاجتماعي عليه قائلين: “إن أردوغان لا يعرف كيف يجيب على السؤال المطروح من قبل مقدم البرنامج فساعده مستشاره بكتابة الجواب على اللوح أثناء البثّ”.
وأشارت الصحافة الفرنسية إلى أنه من الطبيعي أن يستفيد الرئيس من مستشاريه في قضايا خاصة بالأرقام والتواريخ، غير أن هذه الواقعة تعكس أن أردوغان أغفل المفاهيم المهمة مثل العدالة والقانون ولا يعير بالاً لها، مما دفع مستشاره إلى تنبيهه وهو الأمر الذي تداوله القنوات الفرنسية.
أما الفضيحة الثانية التي تناولتها الصحافة الفرنسية فكانت توبيخ أردوغان لصحفي علانية خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي، مشددة على أن توبيخ صحفي لسؤاله عن إرسال المخابرات التركية الأسلحة للجماعات الجهادية في سوريا، والزعم بأنه يتحدث بلسان حركة الخدمة، لا يحظى بتعاطف في الغرب.
هذا وعدت الصحافة الفرنسية رد أردوغان على سؤال الصحفي اعترافا منه بإرسال السلاح إلى سوريا، حيث قال: “القانون يمنح الخابرات الحق في إرسال أسلحة”، وإشارة منه إلى وضع القضاء في تركيا، حيث قال إن الجنود ومدعي العموم المتورطين في استيقاف شاحنات المخابرات المحملة بالأسلحة قابعون حاليا في السجون.
كما رأت الصحافة الفرنسية أن تذكير أردوغان بشاحنات الأسلحة التي بعثتها الولايات المتحدة يعكس تخبطا في موقفه، نظرا لأن شاحنات المخابرات وشاحنات الولايات المتحدة كانت تستهدف فئات مختلفة، كما أن الولايات المتحدة لم تقم بوضع صناديق أدوية أعلى الأسلحة لإخفائها، على حد تعبيرها.