من جيفري هيلر
القدس 3 سبتمبر أيلول (رويترز) – أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو اليوم الخميس أن معظم الأمريكيين يتفقون مع
إسرائيل بشأن المخاطر التي تمثلها إيران حتى بعد أن خسر معركة
لإقناع الكونجرس الأمريكي برفض الاتفاق النووي الذي أبرم بين طهران
والقوى العالمية بما في ذلك الولايات المتحدة.
وفي تصريحات خلال مراسم رأس السنة اليهودية بوزارة الخارجية لم
يشر نتنياهو بشكل مباشر لنجاح الرئيس باراك أوباما في تأمين ما
يكفي من الأصوات في مجلس الشيوخ لحماية الاتفاق الذي أبرم يوم 14
يوليو تموز خلال تصويت سيجريه الكونجرس.
لكن نتنياهو الذي أثار غضب البيت الأبيض بإلقاء كلمة أمام
الكونجرس في مارس آذار بدعوة من زعماء جمهوريين في إطار حملته ضد
الاتفاق لمح إلى أن جهوده لم تذهب سدى.
وتحدث عن ضرورة الحفاظ على العلاقات الوثيقة بين إسرائيل
وواشنطن رغم ما وصفه “بالاختلاف في الرأي”. وقال للموظفين
الدبلوماسيين “ينبغي أن أقول إن الأغلبية العظمى من الجماهير
الأمريكية تتفق معنا بشأن الخطر الذي تمثله إيران.”
ولم يذكر نتنياهو دليلا يعضد ما قاله. وخلص استطلاع أجرته
رويترز وإبسوس في الولايات المتحدة إلى أنه حتى يوم الأول من
سبتمبر أيلول كان 30 في المئة يؤيدون الاتفاق بينما يعارضه 30.7 في
المئة في حين قال 39.4 في المئة إنهم لم يحسموا أمرهم.
وقال نتنياهو إن رسالة إسرائيل للمواطنين الأمريكيين العاديين
ستظل هي أن “إيران عدو للولايات المتحدة وتقول ذلك علنا بينما
إسرائيل هي حليفة للولايات المتحدة.”
ووفقا لبيان رسمي ذكر نتنياهو أن ضمان إدراك الرأي العام لهذه
النقطة سيكون له “تأثير مهم على أمننا على المدى البعيد.”
وفي مقابلة يوم الجمعة الماضي مع صحيفة فوروارد وهي صحيفة
يهودية أمريكية وموقع إخباري طرح أوباما احتمال تعزيز التعاون
العسكري والمخابراتي مع إسرائيل بمجرد تطبيق الاتفاق النووي.
وقال أوباما “سيكون هناك جدل مستمر بين الأسر والأصدقاء.
وإسرائيل ليست حليفة فحسب وليست صديقة فحسب. إنها جزء من العائلة.”
ويقول نتنياهو ومعارضون آخرون للاتفاق يخفف العقوبات المفروضة
على ايران اكثر مما يجب مقابل نظام غير كاف لتفتيش منشآتها
النووية. ويشعر هؤلاء بالقلق من أن إيران سوف تستخدم أموالا تتاح
لها بموجب رفع العقوبات قيمتها 50 مليار دولار لتمويل جماعات
إسلامية متشددة قد تهدد حلفاء الولايات المتحدة بما في ذلك
إسرائيل.
ووصف أوباما الاتفاق الشهر الماضي بأنه “أقوى اتفاق لعدم
الانتشار جرى التفاوض عليه” وقال إنه إذا رفض الكونجرس الاتفاق فإن
مسار إيران نحو القنبلة النووية سيتسارع وستتضرر مصداقية الولايات
المتحدة الدولية بشدة.
وأنفقت جماعات مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة ملايين
الدولارات على حملات تدعو الكونجرس لرفض الاتفاق.
لكن أمس الأربعاء قالت باربارا ميكولسكي عضو مجلس الشيوخ من
الحزب الديمقراطي إنها ستؤيد الاتفاق ليصبح عدد من يدعمونه في مجلس
الشيوخ 34 عضوا وهو عدد كاف لتأمين حق النقض الذي وعد أوباما
باستخدامه إذا أصدر الكونجرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون قرارا
بالرفض.
وقال منتقدو نتنياهو إن قراره بإلقاء كلمة أمام الكونجرس بدعوة
من الجمهوريين لم يسهم سوى في تنفير الديمقراطيين الذين كان يحتمل
أن يرفضوا الاتفاق وأحبط مساعيه للقضاء على الاتفاق.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)