(لإضافة تعليق لرئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس البرلمان الإيراني
وتفاصيل)
من باريسا حافظي
أنقرة 3 سبتمبر أيلول (رويترز) – نقل التلفزيون الإيراني عن
الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قوله اليوم الخميس إنه يدعم
تصويت البرلمان على الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى
العالمية الكبرى داعيا لرفع العقوبات تماما عن بلاده لا مجرد
تعليقها.
ومهد انتخاب الرئيس حسن روحاني وهو براجماتي للرئاسة عام 2013
الطريق لتحسن العلاقات الدبلوماسية مع الغرب وقد رفض هو وحلفاؤه
إجراء تصويت في البرلمان على الاتفاق قائلا إن هذا سيؤدي الى
التزامات قانونية تعقد تطبيق الاتفاق.
وقال خامنئي وله القول الفصل في كل أمور السياسة الايرانية
“يجب ألا يهمش البرلمان في قضية الاتفاق النووي… لا أقول إنه يجب
على النواب قبول الاتفاق أو رفضه. القرار بايديهم.”
وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي على الهواء “قلت
للرئيس إن عدم إتاحة الفرصة لمشرعينا لمراجعة الاتفاق لا يصب في
مصلحتنا.”
ولم يعلن خامنئي نفسه عن دعمه الكامل للاتفاق أو معارضته له بل
اكتفى بالثناء على جهود الفريق الإيراني المفاوض.
وباشرت لجنة خاصة في البرلمان – حيث يحوز النواب المحافظون
المقربون من خامنئي على الأغلبية- مراجعة الاتفاق قبل التصويت
عليه. ولم تعد حكومة الرئيس حسن روحاني مشروع قانون بهذا الخصوص
لاحالته إلى البرلمان.
وقال علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني للصحفيين في نيويورك
اليوم الخميس إن مناقشة النواب الإيرانيين للاتفاق ستكون على
الأرجح اكثر سخونة من مناقشته في الكونجرس الأمريكي حيث سعى
الجمهوريون الى وأد الاتفاق.
وقال لاريجاني إنه شخصيا يعتبر الاتفاق جيدا. لكنه حذر من أن
هناك بعض المواقف المعارضة للاتفاق الذي ترفع بموجبه العقوبات
المفروضة على ايران لمدة عشر سنوات على الأقل مقابل فرض قيود على
برنامج طهران النووي.
وقال رئيس البرلمان إن من بين الجوانب التي لا يرضى عنها
المشرعون الإيرانيون إمكانية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة في
حالة انتهاك بنود الاتفاق.
وقال نائب إيراني كبير طلب عدم نشر اسمه للصحفيين إن اللجنة
ستتوصل الى اتفاق خلال أسابيع وإن البرلمان سيصوت خلال نحو شهر.
ونجح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأربعاء فيما يبدو في
حشد ما يكفي من الأصوات في مجلس الشيوخ لضمان موافقة الكونجرس على
الاتفاق غير أن العناصر المتشددة من أعضاء الحزب الجمهوري تعهدوا
بمتابعة جهودهم لافشال الاتفاقية عبر فرض عقوبات جديدة على طهران.
واعتبر خامنئي أنه بدون رفع العقوبات التي كبلت الاقتصاد
الإيراني فان الاتفاق معرض للخطر.
وقال في هذا الصدد “اذا علقت العقوبات (فحسب) فلن يكون هناك
اتفاق ايضا. لذا يجب حل هذه المسألة. اذا علقوا العقوبات وحسب
فإننا سنعلق أنشطتنا النووية وحسب.”
كما انتقد خامنئي السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط مستبعدا
تطبيع العلاقات مع العدو اللدود لإيران. ويبدو أن هناك خلافات بين
إيران والقوى الغربية منذ إبرام الاتفاق على كيف ومتى ترفع
العقوبات على وجه الدقة.
وأضاف “حينئذ نستطيع أن نزيد عدد أجهزة الطرد المركزي الى 60
الفا ونبقي على تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 في المئة ونسرع من
وتيرة أنشطة البحث والتطوير.”
ويفرض اتفاق فيينا قيودا صارمة على العناصر الحساسة الثلاثة
بالبرنامج النووي الإيراني وهي تعتبر ضرورية لبناء الثقة في أن
طهران لن تسعى سرا لتصنيع قنابل ذرية باستخدام اليورانيوم المخصب.
وتقول ايران إنها تريد الطاقة النووية لاستخدامها في أغراض
سلمية وحسب.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس أن
معظم الأمريكيين يتفقون معه على المخاطر التي تمثلها طهران على
الرغم من أنه خسر معركته لإقناع الكونجرس برفض الاتفاق حين نجح
أوباما في حشد الأصوات الكافية لاستمراره.
وانتقد خامنئي سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مشيرا
الى أن العداء بين ايران وواشنطن منذ قيام الثورة الإسلامية عام
1979 في طهران لن ينتهي رغم الاتفاق النووي.
وقال “منع مسؤولونا من إجراء محادثات مع الأمريكيين باستثناء
ما يتعلق بالقضية النووية. هذا لأن سياساتنا تختلف مع امريكا.”
وأضاف في جلسة لمجلس الخبراء الذي له سلطة إقالة الزعيم الأعلى
وتعيينه “إحدى سياسات امريكا بالمنطقة هي تدمير قوى المقاومة
بالكامل وهي تريد السيطرة بالكامل على العراق وسوريا. تتوقع امريكا
من ايران أن تكون جزءا من هذا الإطار… لكن هذا لن يحدث أبدا.”
ويقصد خامنئي “بقوى المقاومة” الجماعات الإسلامية المسلحة مثل
حزب الله وهو حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد على غرار ايران
في حربه ضد جماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة به.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)