الموضوع 4038
المدة 4.48 دقيقة
أبو قير في مصر وباريس في فرنسا
تصوير 2 سبتمبر ايلول 2015 ولقطات من الأرشيف
الصوت طبيعي مع لغة فرنسية ولغة عربية
المصدر تلفزيون رويترز / لقطات من هيلتي فاونديشن
القيود لا يوجد
القصة
بدأ عرض قطع أثرية مصرية قديمة بينها تماثيل وأشياء أخرى عُثر
عليها في عام 2002 -بمدينة هيراكليوم المصرية الغارقة- في مقر معهد
العالم العربي بباريس يوم الأربعاء (2 سبتمبر أيلول) قبيل عرضها
للجمهور بالعاصمة الفرنسية يوم الثامن من سبتمبر أيلول.
يعود تاريخ بعض هذه القطع التي تعرض في مدخل المعهد -وبينها
تماثيل لملوك وملكات فراعنة- لعصر المملكة البطلمية (بين سنة 305
إلى 30 قبل الميلاد).
وكان لمدينة هيراكليوم أهيمة دينية كبيرة.
واكتشف تلك المدينة الأثري الفرنسي فرانك جوديدو عندما كان
مديرا للمعهد الأوروبي للآثار الغارقة.
وقال جوديدو “القطع الأثرية الغارقة كانت بالطبع بمثابة سر في
الاحتفال. وهي آثار تتعلق بالمعبد. المعبد الكبير.. بأثاثه
بالاضافة الى أشياء استخدمت في احتفالات تلك الصلاة الخاصة. تلك
الطقوس التي كانت أسرار اوزوريس. مغارف برونزية وقوارير ذهبية
وحاويات ذهبية واخرى فضية كانت تستخدم. كل شئ كان منظما للغاية.”
ويُرجح أن مدينة هيراكليوم قد تاسست في القرن الثامن قبل
الميلاد.
وكانت تلك المدينة فيما مضى ميناء إجباريا لدخول مصر لكل السفن
القادمة من اليونان لاسيما قبل إنشاء مدينة الاسكندرية سنة 331 قبل
الميلاد.
وغرقت تلك المدينة ومدينة أخرى في حدود القرن الثامن الميلادي
تقريبا.
أضاف جوديدو “المدينتان غرقتا جراء كوارث طبيعية.. زلازل
وعمليات مد هائلة وهبوط أرضي سمح للبحر بأن يغطي البحر تلك
المناطق. وعندما اكتشفنا بعض القطع الأثرية كانت مغطاة برواسب
وبالتالي كانت محمية جزئيا من البحر.”
وعمل مدير إدارة الآثار الغارقة بالإسكندرية محمد مصطفى عبد
المجيد مع جوديدو في موقع المدينتين الغارقتين منذ عام 1992.
وقال عبد المجيد إن اكتشاف قطع أثرية مثل معبد آمون يثبت
استمرارية الحضارة المصرية القديمة في العهدين اليوناني والروماني.
وأضاف لتلفزيون رويترز “في الحقيقة إن الآثار اللي بتظهر لنا
اللي احنا مطلعينها من المكان عندها قيمة جمالية. لكن في نفس الوقت
هي بتورينا (تظهر لنا) استمرارية للمعتقدات المصرية من العصر
الفرعوني للعصر اليوناني والعصر الروماني. يعني عندنا أوزوريس اللي
حصل له تشبيه بديونيسوس في العصر اليوناني وعندنا باخوس في العصر
الروماني.”
وتابع أن توقيت إقامة المعرض في باريس هام لتزامنه مع تحطيم
متشددي تنظيم الدولة الاسلامية لآثار.
وقال عبد المجيد “في الحقيقة ان احنا المعرض ده بييجي هنا في
وقت الآثار بتدمر فيه في أماكن ثانية في العالم العربي. احنا بنقول
بيها ان احنا لازم نهتم بالتراث العالمي لأنه هو الحقيقة مش تراثنا
لوحدنا. ده تراث العالم كله واحنا لازم نهتم به..احنا لازم ندافع
عنه. دي فرصة انه نقول للناس كمان ان مش دي الأفكار الحقيقية
للمسلمين ولا الأفكار الحقيقية للعرب. هي مجموعة قامت بهذا العمل
كلنا تقريبا رافضينها. مفيش حد واقف وراها أو بيشجعها. لكن في
النهاية المعرض ده ان شاء الله يكون تأكيد على رفض العالم العربي
مش بس أهل الآثار..مش بس المثقفين لكن الشعوب كمان لرفضها للي
بيحصل للآثار في كل مكان في العالم العربي.”
وقال جاك لانج رئيس معهد العالم العربي في باريس إن المعرض
يظهر صورة مختلفة للعالم العربي.
أضاف “أتصور أن ظهور العالم العربي كأحد الأماكن التي تخفي
كنوزا للبشرية أمر جيد بالفعل لكل أولئك الذين يشاهدون بلا حول لهم
ولا قوة تدمير كنوز الناس والعالم. معرض ضخم للآثار القديمة كهذا
يعمل -بشكل غير مباشر- كرسالة ويحفظ تلك الآثار للانسانية.”
وتُعرض في المعرض الذي يستضيفه معهد العالم العربي بباريس 250
قطعة أثرية كانت غارقة و43 قطعة أخرى من متاحف بالقاهرة
والاسكندرية يغادر بعضها مصر لأول مرة.
ومن المقرر افتتاح المعرض يوم الثلاثاء (8 سبتمبر ايلول) وسوف
يستمر حتى نهاية يناير كانون الثاني.
خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير أيمن مسلم)