(لإضافة تصريحات لميركل مع تغيير المصدر)
من كريستينا تان ومادلين تشامبرز
بودابست/برلين أول سبتمبر أيلول (رويترز) – تظاهر مئات
المهاجرين الغاضبين أمام محطة السكك الحديدية الشرقية في العاصمة
المجرية بودابست اليوم الثلاثاء مطالبين بالسماح لهم بالسفر إلى
ألمانيا فيما توشك قواعد أوروبية خاصة بطلب اللجوء على الانهيار
تحت وطأة موجة هجرة لم يسبق لها مثيل.
ولوح نحو ألف مهاجر بتذاكر القطارات التي معهم وأخذوا يصفقون
ويصرخون “ألمانيا .. ألمانيا” خارج المحطة. وجلسوا فيما بعد وهم
يحدقون في حاجز أقامته الشرطة عند المدخل.
وأغلقت السلطات المجرية محطة القطارات بالكامل ثم أعادت فتحها
لكنها منعت المهاجرين من الدخول. واحتشد نحو مئة من أفراد الشرطة
وهم يحملون الهراوات ويلبسون الخوذات لحراسة المحطة. وأجبر عشرات
المهاجرين الذين كانوا بداخل المحطة على الخروج.
وقرار منع المهاجرين من ركوب القطارات المتجهة غربا يخالف ما
حدث أمس عندما سمحت المجر والنمسا لقطارات مكدسة بالمهاجرين الذين
لا يحملون وثائق بالذهاب إلى ألمانيا في انتهاك لقواعد أصدرها
الاتحاد الأوروبي ولا تملك الدولتان سلطات كثيرة لتطبيقها.
وأربك وصول مئات الآلاف من المهاجرين أوروبا التي عززت ضوابط
السفر على الحدود بين 26 من دول منطقة شنجن لكنها تلزم طالبي
اللجوء بالبقاء في الدولة التي وصلوا إليها في بادئ الأمر إلى أن
يتم النظر في طلباتهم.
وتصل الأغلبية العظمى من اللاجئين الفارين من العنف أو الفقر
إلى الأطراف الجنوبية والشرقية لأوروبا في البداية لكنهم يسعون
للجوء إلى دول أغنى وأكثر كرما شمالا وغربا.
والمجر نقطة عبور برية رئيسية من الشرق الأوسط وافريقيا وصولا
إلى ألمانيا مرورا باليونان ودول البلقان. وعبر أكثر من 140 ألف
شخص الحدود بين صربيا والمجر هذا العام فقط.
ويرغب الزعماء الأوروبيون أن يبذل الاتحاد الأوروبي مزيدا من
الجهود لتنظيم طوفان اللاجئين الذي لم يسبق له مثيل والمساعدة في
التفرقة بين من يستحقون اللجوء وبين من يمكن إعادتهم إلى مسقط
رأسهم بسلام والمشاركة في تحمل عبء استقبالهم في الدول الأعضاء
البالغ عددها 28 دولة.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه يجب أن يكون هناك
توزيع عادل للاجئين الذين يحملون طلبات لجوء سليمة في دول الاتحاد
الأوروبي وفقا لقدرتها على استضافتهم.
وأضافت في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني ماريانو
راخوي “بالنسبة لهؤلاء اللاجئين المعرضين للاضطهاد أو الفارين من
الحرب يجب أن يكون هناك توزيع عادل في أوروبا وفقا للقوة
الاقتصادية والانتاجية وحجم كل دولة.”
وحتى الآن لا توجد آلية لتوزيع اللاجئين أو تطبيق ما يعرف باسم
“قواعد دبلن” التي تلزم طالبي اللجوء بتقديم طلباتهم في أول دولة
عضو في الاتحاد يصلون إليها.
وقالت برلين إن قواعد دبلن لا تزال سارية.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية “من يصل إلى المجر
يجب أن يسجل هناك ويمر بإجراءات طلب اللجوء هناك.”
وقالت وزيرة العمل الألمانية أندريا ناليس إن تدفق اللاجئين
والمهاجرين يعني أن ما يتراوح بين 240 ألفا و460 ألفا سيحق لهم
الحصول على الإعانات الاجتماعية في ألمانيا العام المقبل مما سيكلف
الحكومة 3.3 مليار يورو (3.7 مليار دولار).
وبالنسبة للمجر أول نقطة لدخول الاتحاد الأوروبي من دول
البلقان فإن الأزمة دفعت الحكومة إلى تعزيز الحدود بأسلاك شائكة
ونشر الآلاف من قوات الشرطة الإضافية.
وردا على سؤال عن سبب إغلاق محطة السكك الحديدية قال زولتان
كوفاكس المتحدث باسم حكومة المجر إن بلاده تحاول تطبيق قانون
الاتحاد الأوروبي الذي يلزم كل من يرغب في التنقل بين دول الاتحاد
الأوروبي بحمل جواز سفر صالح للاستخدام وتأشيرة سفر شنجن.
وقالت مرح وهي سورية من مدينة حلب تبلغ من العمر 20 عاما إن
أسرتها اشترت ست تذاكر لقطار كان من المقرر أن يغادر إلى فيينا في
الساعة التاسعة صباحا اليوم.
وأضافت لرويترز “عليهم إيجاد حل. نحن بالآلاف هنا. إلى أين
نذهب؟”
وأحدثت الأزمة استقطابا في أوروبا التي تلتزم من ناحية بمبدأ
توفير الملجأ للأشخاص المعرضين للخطر لكن من ناحية أخرى هناك قطاع
عريض من الرأي العام فيها يرى في الهجرة سببا لتدني الأجور وإضعاف
الثقافات الوطنية.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)