مطعم جديد في العاصمة الأردنية عمان يُقدم الطعام لعملائه لهدف
آخر غير الربح..تحقيق التكافل وجعل الناس يشعرون ببعضهم البعض.
فالقائمون على المطعم يطلبون من الزبائن أن يدفعوا مثلي ثمن ما
يأكلون موضحين أنهم سيدفعون قيمة ما يتناولون إضافة إلى قيمة دعوة
شخص آخر محتاج على وجبة مماثلة للتي يتناولها الزبون.
المطعم الجديد يسمى “عُزوتي”.
قال شخص من المشرفين على المطعم الجديد يُدعى عبدالفتاح داود
“فكرة عزوتي هي إنه مطعم أو يُصنف مطعم. بس هو مطبخ إجتماعي..يهدف
لتحقيق تكافل اقتصادي وجو اجتماعي خاص فينا. اللي هو دائما احنا
منقول انه افتقدنا في المدينة لجو القرية. جو الأُخوة اللي كان
بالقرية زمان. يمكن أنا ما عشته. أجدادي عاشوا وكانوا يحكوا لنا
عنه. إنه الكل بيعرف بعض الكل بيساعد بعض. الكل بيكون عزوة لبعض.”
وبعد شراء الطعام تُعلق دعوات لتناول الطعام على لافتة في
المطعم بعضها بأسماء ورسائل وبعضها بدون.
ويمكن لأي شخص يحضر للمطعم ومحتاج للوجبة قبول دعوة وتناول
الطعام على حساب من دفع الثمن.
وبالاضافة لتقديم وجبات الطعام يعد القائمون على مطعم عزوتي
أيضا بدعم ربات البيوت من خلال شراء وجبات متميزة يصنعنها في
بيوتهن.
وتباع الوجبات بسعر التكلفة بل أقل في بعض الأحيان حيث أن
الهدف من المطعم ليس أبدا الحصول على أرباح لكنه تشجيع الناس على
الشراء وتوفير وجبات طعام للمحتاجين.
وقالت متطوعة في المطعم وهي طالبة تدرس الصحافة وتدعى سارة أبو
سعود إنها تسعد برؤية أناس من خلفيات متعددة يجتمعون معا لهدف
مشترك.
أضافت سارة “الاقبال على المطعم هو صراحة من جميع الفئات. إن
كان من الناس اللي بتعزم أو الناس اللي بتيجي معزومة على المطعم.
عم نشوف على السفرة الواحدة ناس من أغلب الطبقات الاجتماعية. ناس
من أغلب الأفكار. يعني المطعم هاد بيجمع ناس كتير من مختلف
الفئات.”
ومنذ افتتاحه الأسبوع الماضي يشهد المطعم إقبالا متزايدا من
الزبائن المتحمسين.
وقال زبون يتردد على المطعم يدعى محمد سردي “أنت بتشتري ساندوش
مثلاً بحق سندويشتين. عشان التانية تروح لحدا محتاج ما معه يعني
يشتري. فهي هادي الفكرة العامة. هذا اشي يعني كتير فخم.”
وقال زبون آخر يدعى ناصر ضرار إنه يأمل في أن يرى تلك المبادرة
تنمو وتحقق نجاحا كبيرا.
وأضاف ضرار “فكرة رائعة جداً. لازم تعميمها على أنحاء المملكة.
كل المحافظات. يعني حتى إنه بالمحافظات التانية غير العاصمة فيه
فقراء أكثر من ما هو موجود بالعاصمة. مع إنه هناك مظاهر التكافل
لسة كنتيجة للحياة البسيطة تبعتهم. يعني هم لسة الترابط الاجتماعي
عندهم أقوى من عندنا بالعاصمة.”
ويقول مؤسسو المطعم إن حلمهم هو توسيع تلك المبادرة لتصل الى
ربوع المملكة الأردنية والمنطقة وأن تكون سببا في إحياء الاحساس
بالآخر وتحقيق تكافل اقتصادي واجتماعي بين الناس.
خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية