بدأ قرويون فلسطينيون يعيشون في مناطق قاحلة ومعزولة في الضفة الغربية في استخدام مولدات غاز حيوي اسرائيلية توفر لهم طاقة نظيفة ومجانية من النفايات العضوية.
يحول المولد -الذي يوضع في المنزل ويستخدم التخمير اللاهوائي-
بقايا الطعام وروث الحيوانات إلى غاز الميثان الذي يستخدم في الطهي
والاضاءة. وهو من صناعة شركة “هوم بايوجاز” الاسرائيلية الناشئة.
ويمكن للمجتمعات كثيرة التنقل مثل البدو نقل الجهاز معهم حيث
يذهبون.
وقال المهندس الفلسطيني أمير ربايعة منسق تركيب الجهاز “الفكرة
من المشروع هون انه يستخدموا الغاز الحيوي في الطبخ..بينتجوه من
الزبل. من زبل الغنم. ففعليا هم بيستخدموا زبل الغنم بيحطوه في
الجهاز. داخل هذا الجهاز بيصير تفاعلات كيماوية بتنتج غاز حيوي
وبيصير كمان سماد بيطلع على الجهة الثانية. بياخدوا هذا السماد
بيستخدموه في الزراعة.”
وأوضح أن تجميع الجهاز سهل وأن الشركة تقدم دليلا بتفاصيل ذلك.
وتُترك المناطق الريفية الفلسطينية في الضفة الغربية التي يرغب
الفلسطينيون أن تصبح جزءا من دولتهم المستقبلية مع قطاع غزة والقدس
الشرقية بدون تنمية بينما تهتم اسرائيل -التي تحتل المنطقة منذ عام
1967- بتنمية المستوطنات الاسرائيلية المجاورة.
ويعتمد الفلسطينيون في تلك المناطق على تبرعات من الدول
الاجنبية ووكالات مساعدات دولية.
وقال مقيم في قرية العوجا الفلسطينية النائية والذي لديه أحد
تلك المولدات الاسرائيلية ويدعى نايف زايد “منطقة الشلال العوجا
مية (ماء) فيش (لا يوجد). كهرباء فيش. خدمات فيش. يعني ولا اشي ولا
أي نوع خدمات الا كان جمعيات تيجي تساعدنا.”
وجرى تركيب نحو 40 مولدا لانتاج الغاز الحيوي في مشروع تجريبي
بقرية العوجا في وسط وادي الأردن بالضفة الغربية.
أضاف نايف زايد “بالنسبة للجهاز ممتاز جدا. يعني استخدمناه هسا
(حاليا) عندنا النا ثلاث شهور. يعني عندنا موجود ثلاث شهور. الجهاز
يعني وفر علينا من 70 الى 80 بالمئة من الغاز. يعني يعطينا من 70
الى 80 بالمئة نسبة غاز حاجة البيت.”
ومول الاتحاد الاوروبي المشروع بنحو 500 ألف يورو (حوالي
559750 دولار) وسهل مركز بيريس للسلام عملية التعاون الاسرائيلي
الفلسطيني.
وساعدت مجموعة من المتطوعين الاسرائيليين والفلسطينيين في
تجميع المولدات التي تستغرق نحو ثلاث ساعات لكل منها.
وقُدمت بعض تلك المولدات لبدو من عرب اسرائيل بالاشتراك مع
معهد اسرائيلي للدراسات البيئية في صحراء النقب.
وقال كبير المسؤولين التنفيذيين في شركة هوم بيوجاز
الاسرائيلية اوشيك افراتي إنه يأمل في أن يسهم هذا المنتج في انقاذ
حياة كثيرين في أنحاء المعمورة حيث يتسبب الدخان الذي ينجم عن
الطهي في الهواء الطلق في أمراض كثيرة بالجهاز التنفسي ووفاة
الكثيرين.
وأضاف “هذا النظام سيكون متاحا لكل من يحتاجه في العالم
النامي. سيقلل النفايات ويساعدهم في استخدام غاز نظيف وبالتالي لن
يكون عليهم استنشاق الدخان. وعندها سيكون متاحا كذلك للغرب لمن
يملكون منازل بها حدائق..لاستخدامه كما يستخدمون السماد..لانتاج
غاز نظيف ومتجدد.”
وأوضح افراتي أن الشركة تسعى الى توسيع قدراتها الانتاجية
واستخدام الحكومات ووكالات المساعدات لشراء تلك المولدات للمناطق
الفقيرة لكن تلك الخطط لم تكتمل بعد.
ورفضت الشركة التطرق الى سعر بيع المولد بالتجزئة. وتبلغ تكلفة
مكونات الجهاز بضع مئات من الدولارات. وتبلغ قدرات المولد ذروتها
في الطقس الحار.
وقال مدير التسويق في الشركة الاسرائيلية آمي عمير إنها تتطلع
للموسرين المهتمين بالبيئة في الغرب كعملاء مستقبليين لها وتأمل في
أن تبيع لهم ذلك الجهاز لتحقيق أرباح.
خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)