قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه منفتح على فكرة تشكيل تحالف ضد تنظيم داعش لكنه أشار إلى أن ثمة فرصة ضئيلة لأن يحدث ذلك مع أعدائه ملقيا بمزيد من الشكوك على خطة روسية لتشكيل تحالف ضد التنظيم المتشدد.
والمبادرة التي اقترحتها روسيا وهي حليف مهم للأسد ستشمل انضمام الحكومة السورية لدول بالمنطقة دعمت المعارضة السورية في معركة مشتركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
وفي مقابلة بثت امس الثلاثاء (25 اغسطس آب) قال الأسد إن الحكومة السورية لن ترفض مثل هذا التحالف رغم أنه لا معنى “لأن دولا وقفت مع الإرهاب ستكون الدول التي ستحارب الإرهاب.”
كان الأسد يشير إلى حكومات من بينها تركيا والسعودية دعمت الجماعات المسلحة التي تقاتل للاطاحة به في الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات والتي قتل فيها ربع مليون شخص وقطعت أوصال البلاد.
وقال الأسد “ولكن يبقى احتمال بسيط أن هذه الدول قررت التوبة أو عرفت بأنها كانت تسير بالاتجاه الخاطىء أو ربما لاسباب مصلحية بحتة قلقت من أن ينتشر هذا الإرهاب باتجاه بلدانها فقررت أن تكافح الإرهاب.”
وأضاف الأسد في مقابلة مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني “لا يوجد مانع المهم أن نتمكن من تشكيل تحالف يكافح الإرهاب.”
وتعكس هذه التعليقات تصريح وزير الخارجية السوري الذي قال إن مثل هذا التحالف سيحتاج إلى “معجزة”.
واستبعدت السعودية أي تحالف مع الأسد. فالمملكة – مثلها في ذلك مثل الولايات المتحدة- تريد رحيل الأسد عن السلطة وتتهمه بالمسؤولية عن صعود تنظيم الدولة الإسلامية وتقول إنه لا يمكن أن يكون شريكا في المعركة مع التنظيم.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا في حملة ضد التنظيم في كل من سوريا والعراق. وتقول روسيا إنه ينبغي للولايات المتحدة التعاون مع الأسد لقتال الدولة الإسلامية.
وكان دعم روسيا وإيران وجماعة حزب الله اللبنانية- التي تدعمها إيران- حيويا للأسد خلال الصراع.
وأعقب اتمام الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية بما فيها الولايات المتحدة سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية الرفيعة المستوى التي تهدف لمحاولة تقديم حلول لوضع نهاية للحرب السورية.
وانتهت الجهود الدبلوماسية السابقة بخصوص سوريا بالفشل الذريع.
ويقول دبلوماسيون إن إيران وروسيا هما الداعمان الرئيسيان لأحدث الجهود.
وشملت الاتصالات اجتماعا بين وزيري خارجية سوريا وسلطنة عمان هذا الشهر. وتوسطت السلطنة بهدوء في تسويات لعدة نزاعات في الشرق الوسط.
وقال الأسد إن من الواضح أن عمان لها دور في المساعدة في حل الأزمة السورية.
وقال “لعمان دور هام في التعامل مع نقاط التوتر المختلفة في منطقتنا لدفعها باتجاه البرود ولاحقا الحل. ومن البديهي أن تكون زيارة وزير الخارجية إلى عمان في هذا الإطار… في إطار بحث الأزمة السورية.”
وتابع “ومن البديهي أيضا أن يكون الدور العماني هو المساعدة على حلها لكن هذه اللقاءات الآن تهدف لاستطلاع التصور السوري لكيفية الحل وبنفس الوقت هم يستطلعون الأجواء الإقليمية والدولية من خلال علاقاتهم للوصول لشيء محدد.”
وأضاف “هذه هي الزيارة الأولى منذ سنوات واللقاء الأول منذ سنوات…من المبكر الحديث عما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه عمان علينا أن ننتظر استمرار هذا الحوار ومتابعته لكي نحدد لاحقا كيف تذهب الأمور.”