عمر نورالدين
لا يعني قرار إجراء الانتخابات المبكرة أو إعادة الانتخابات التي شهدتها تركيا في السابع من يونيو / حزين الماضي، لأن نتيجتهالم تعجب طرفا من الأطراف، إلا إهانة الشعب التركي.. ولا يعني إلا أن تركيا سقطت في فخ الأطماع. إذ ليس منطقيا أن تطوع إرادة الشعب لخدمة فرد واحد في نظام من المفترض فيه أنهديمقراطي.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]ربما يقول البعض إن ما يفعله أردوغان هو عين الاحترافية في السياسة ، لكن مع كل الاحنرام والتقدير للمهارة التي أبداها أردوغانفي كثير من المواقف فإن ما يجري في تركيا الآن ليس من قبيل الاحترافية لكنه من قبيل دهس القانون وانتهاك الدستور وتجاوز كل الأعراف السياسية والديمقراطية من أجل غرض تحول إلى مرض.[/box][/one_third]يعني هذا أن إرادة الشعب باتت هي والعدم سواء إذا لم تأت على هوى من يريدون السلطة المطلقة والانفراد بكل شئ .. ومن عجبأن من كانوا يتحدثون بالأمس عن إرادة الأمة وصناديق الاقتراعباعتبارها الحكم والملجأ والملاذ هم الذين رفضوها اليوم عندما لم تأت في صالحهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ماذا سيفعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية إذا جاءت نتيجة الانتخابات المبكرة، التي يحتمل بحسب المعلن والمخطط له أنتجرى في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، على شاكلة نتيجة انتخابات السابع من يونيو/ حزيران، أو أتت الصناديق بما هو أسوأ لحزب العدالة والتنمية ولم يفلح أردوغان من جديد في إقرار النظام الرئاسي ذي النكهة التركية؟.. هل سيعيدون الكرة من جديد رغمالوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم، ورغم سقوط الشهداء في حرب لاطائل من ورائها مع منظمة حزب العمال الكردستاني عادت مجددا في إطار لعبة الانتخابات والأطماع فيلتوضع عملية السلام، التي روج لها كثيرا حزب العدالة والتنميةفي الثلاجة، على حد قول الرئيس أردوغان الأسبوع الماضي؟
هل جذب حفنة من أصوات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي حتى تكسر شوكته بعد أن تجرأ وحصل في الانتخابات على نسبة أعلى من الحد النسبي للتمثيل في البرلمان، وحفنة أخرى من أنصار حزب الحركة القومية الرافضين لعملية السلام مع الأكراد ،كان يستوجب وضع جنوب شرق تركيا في طوق النار ؟.. ولايجب أن ننسى هنا أن من أعلن موت عملية السلام الداخلي في تركيا هو الرئيس رجب طيب أردوغان، مرة عندما قال ” ليس هناك شئ في تركيا اسمه المشكلة الكردية” ومرة عندما قال من الآن فصاعدا ليس هناك ما يسمى بعملية السلام ، وثالثة عندما أعلن دخول هذه العملية الثلاجة وتجميدها.. وبالطبع عندما يقال أردوغان تخيلوا أن وراءه الكثيرين ممن يرددون العبارات نفسها سواء في الحكومة أو في حزب العدالة والتنمية أو في الإعلام الموالي لأردوغان والحزب.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن ما يحدث اليوم يقول إن تركيا سقطت في فخ الأطماع.. وللأسف كشفت التجربة الفارقة في السابع من يونيو أن أحزاب المعارضة تمارس التكتيكات نفسها التي ترمي من ورائها إلى مكاسب ولو قليلة في إطار اللعبة التي تعلن على الملأ رفضها لها .. لكن الشعب التركي الذي أوقف الجموح للسلطة قادر في انتخابات نوفمبر على أن يخرج البلاد من فخ الأطماع.[/box][/one_third]ربما يقول البعض إن ما يفعله أردوغان هو عين الاحترافية في السياسة ، لكن مع كل الاحنرام والتقدير للمهارة التي أبداها أردوغانفي كثير من المواقف فإن ما يجري في تركيا الآن ليس من قبيل الاحترافية لكنه من قبيل دهس القانون وانتهاك الدستور وتجاوز كل الأعراف السياسية والديمقراطية من أجل غرض تحول إلى مرض.
إن هؤلاء الذين يرددون كالجوقة على الأسماع ليل نهار القول بأن الانتخابات البرلمانية في 7 يونيو/ حزيران لو كانت أسفرت عن فوز للعدالة والتنمية يكفل تحقيق النظام الرئاسي، يقدمون في واقع الأمر دليل إدانة على وجود مؤامرة للتوجه إلى الانتخابات المبكرة وأدلة ثبوت للآراء التي تقول إن أردوغان سعى لإشعال نار الإرهاب من جديد ليحقق حلمه الرئاسي على جثث الشهداء من أبناء الوطن، وليكسب بالحرب ما خسره في صناديق الانتخابات.
إن ما يحدث اليوم يقول إن تركيا سقطت في فخ الأطماع.. وللأسف كشفت التجربة الفارقة في السابع من يونيو أن أحزاب المعارضة تمارس التكتيكات نفسها التي ترمي من ورائها إلى مكاسب ولو قليلة في إطار اللعبة التي تعلن على الملأ رفضها لها .. لكن الشعب التركي الذي أوقف الجموح للسلطة قادر في انتخابات نوفمبر على أن يخرج البلاد من فخ الأطماع.