إن كنت تحلم بقطف ثمار يانعة في أعمال الإرشاد والتبليغ، فلا تحسبنّ أنها تأتيك مجانًا نتيجة خوارق تتنزل عليك من السماء، بل احرص على أن تأخذ بالأسباب كاملة يأتك الخير مدرارًا. وذلك هو الأصل في شريعة الفطرة وسنة الكون. انظر إلى النبات، أتراه يثمر دفعة واحدة؟! إنما يحتاج إلى زمن طويل من العناية والرعاية حتى ينبت فينمو فيستوي فيؤتي أُكُلَه.
تماما مثل البيضة التي لا يَخرُج فرخُها سالمًا إلا بعد زمن مكتوب. فإن كنت ترجو حصيلة طيبة لخدماتك التي تقوم بها في ساحة الإرشاد، فاعلم أنه لن يتم ذلك إلا بعد أن تلتزم بكامل الأسباب الصحيحة والأساليب الصائبة التي تنسجم مع طبيعة تلك الخدمات. أما العكس فسعيٌ وراء أحلام لن تتحقق أبدًا.
باللّٰه عليك، أتظن أن اللّٰه سيغير سنته الكونية من أجل سواد عيوننا، وهو الذي لم يغيرها من أجل أنبيائه، بل حتى من أجل حبيبه الأكرم ورسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم؟! الحقيقة أن الأنبياء جميعهم وعلى رأسهم سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم عملوا بجد وكافحوا بحكمة سنين طويلة صابرين صامدين مثابرين. ومن ثم جاء اللطف الرباني نصرًا وتوفيقًا منه تعالى، كثمرة لذلك الكفاح الطويل. إذن، من أراد التوفيق والنجاح فليسلك درب الأنبياء.
من موقع الأستاذ فتح الله كولن