اسطنبول/ديار بكر (تركيا) 19 أغسطس آب (رويترز) – فتح مسلحون
النار على عناصر من الشرطة التركية امام قصر في اسطنبول اليوم
الأربعاء بينما قتل ثمانية جنود في تفجير في جنوب شرق تركيا مما
زاد من حدة الأزمة التي تواجهها البلاد في الوقت الذي يبذل فيه
القادة السياسيون صعوبات لتشكيل حكومة جديدة.
وقال مكتب حاكم اسطنبول إن عضوين في “جماعة إرهابية” مسلحين
بقنابل يدوية وبندقية آلية اعتقلا بعد أن هاجما قصر دولما بهجة
الذي يقبل عليه السائحون وبه مكتب رئيس الوزراء في المدينة.
ولم ترد أي تقارير عن سقوط قتلى او جرحى.
وقال الجيش التركي إن مسلحين من حزب العمال الكردستاني قتلوا
ثمانية جنود بقنبلة مزروعة على الطريق في إقليم سيرت بجنوب شرق
البلاد وهو ما يزيد من احتدام الصراع هناك بعد أن انهار الشهر
الماضي وقف لإطلاق النار دام عامين.
وتأتي موجة الاضطرابات في الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي
بعد اسابيع من إعلانها “الحرب على الارهاب” ففتحت قواعدها الجوية
أمام طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم
الدولة الإسلامية وتشن غارات جوية على المقاتلين الأكراد في شمال
العراق واعتقلت أكثر من 2500 شخص يشتبه بانتمائهم للتنظيمات
الإسلامية والكردية اليسارية المتطرفة.
كما تأتي هذه الهجمات يعد يوم من إعلان رئيس الحكومة أحمد داود
أوغلو فشل جهود تشكيل حكومة ائتلافية مع المعارضة مما يمهد الطريق
لاحتمال إجراء انتخابات جديدة في غضون أشهر.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في كلمة بثها التلفزيون
“بعد إخفاقنا في تشكيل حكومة علينا أن نبحث عن حل عبر إرادة الشعب
.. لهذا نحن نتجه سريعا صوب الانتخابات مجددا.”
وشهدت الليرة التركية مزيدا من التراجع أمام الدولار فيما عبر
المستثمرون عن قلقهم مما وصفها البعض بأنها “عاصفة عاتية” من
الغموض السياسي الى جانب تباطؤ النمو وتصاعد حدة أعمال العنف.
وشهدت العملة التركية أكبر انخفاض لها في خمسة أيام هذا
الأسبوع منذ مايو ايار عام 2010.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على قصر دولما بهجة حيث
فتح المهاجمون النار على عناصر الشرطة الذين يحرسون مدخله.
وسبق أن استهدف المسلحون اليساريون المبنى من قبل.
وكان داود أوغلو في أنقرة عندما بدأت تتواتر أنباء الهجوم لكنه
لم يقطع خطابا كان التلفزيون يبثه على الهواء مباشرة.
ورفعت تركيا حالة التأهب منذ أن بدأت في الشهر الماضي ما وصفها
رئيس الوزراء بأنها “حرب منسقة على الإرهاب” مما يعرض البلاد
لهجمات انتقامية من المتعاطفين مع الدولة الإسلامية والانفصاليين
الأكراد والمتطرفين اليساريين على حد سواء.
وفي تسجيل مصور تم بثه هذا الأسبوع ظهر مقاتل بايع تنظيم
الدولة الإسلامية وحث الأتراك على الثورة على الرئيس “الكافر”
إردوغان والمساعدة في فتح اسطنبول.
*شلل حكومي
وعلى أثر اخفاقه في العثور على شريك لتشكيل حكومة ائتلافية
اعتذر داود أوغلو لأردوغان عن التكليف بتشكيل الحكومة في وقت متأخر
من أمس الثلاثاء.
وقالت مصادر بالرئاسة التركية إن إردوغان سيتشاور مع رئيس
البرلمان بشأن تشكيل الحكومة الجديدة في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وذكرت تقارير إعلامية محلية إن اردوغان قد يكلف حزب الشعب
الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي بتشكيل الحكومة وإن كان يبدو
مترددا في الاقدام على هذه الخطوة.
وفي كل الأحوال من غير المرجح أن يتمكن الحزب من تشكيل ائتلاف
قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك في 23 أغسطس آب الجاري.
ونقلت صحيفة حريت اليومية عن إردوغان قوله لأكاديميين في
اجتماع اليوم الأربعاء إنه يفضل تشكيل حكومة مؤقتة تقود البلاد صوب
إجراء الانتخابات في الخريف المقبل.
غير أن مثل هذا الترتيب سيؤدي الى اقتسام السلطة مؤقتا بين
أربعة احزاب سياسية رئيسية تختلف الأيديولوجيات التي تتبناها بشدة
مما قد يساهم في تعطيل القرارات السياسية ويزيد من ضعف ثقة
المستثمرين.
وقال حزب الشعب اليوم إن مشاركته في مثل هذه الحكومة “غير
واردة”.
ويحق للبرلمان نظريا أن يصوت على استمرار الحكومة الحالية في
أداء مهامها لحين إجراء انتخابات جديدة لكن واحدا على الأقل من
أحزاب المعارضة وهو حزب الحركة القومية قال إنه سيصوت ضد هذه
الخطوة.