محمد أبو سبحة
(زمان التركية)ــ تتواصل الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في إيران قبل 5 أيام للتنديد بسياسات الحكومة الاقتصادية والسياسية، ومع اتساع دائرة الاحتجاجت ارتفع عدد القتلي والمصابين، وزاد عدد المعتقلين، وفي تطور جديد هوجمت مراكز أمنية، فيما حظيت الانتفاضة الإيرانية باهتمام دولي.
وقتل ستة أشخاص الليلة الماضية في هجوم على مركز للشرطة بمدينة قهدريجان في محافظة أصفهان، فيما قتل 4 أشخاص بينهم شرطي برصاص مسلح في مدينة نجف آباد التابعة لمحافظة أصفهان وسط إيران بحسب وسائل إعلام إيرانية.
وارتفع بذلك عدد قتلى المظاهرات التي انطلقت في مدن إيرانية عدة منذ الخميس الماضي إلى أكثر من عشرين.
وأكد التليفزيون الرسمي الحكومي مساء أمس الإثنين مقتل 15 متظاهرا دون إيضاح ملابسات قتلهم. كما أكدت السلطات القبض على العديد من الأشخاص، وتقول المعارضة الإيرانية أن عددهم تجاوز الألف معتقل.
التعامل بصرامة
ومع تصاعد حدة الاحتجاجات، قال أمس الملا صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية بحسب تلفزيون الشبكة الأولى للنظام: أطلب من النيابات العامة في عموم البلاد التدخل بقوة في الأمر، وأن يتم التعامل بصرامة، كما طلب من قوى الأمن وضباط القضاء التعامل مع المشاغبين وقال: المواطنون الواعون والموالون لولاية الفقيه، سيردون عليهم ردا قويا مثلما عملوا في الفتنة عام 2009.
ويوم الخميس الماضي، انطلقت مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر، شمال البلاد، احتجاجًا على غلاء المعيشة، سرعان ما تحولت إلى انتفاضة شعبية وامتدت لتشمل مناطق أخري من إيران، بينها العاصمة طهران.
وتعتبر الاحتجاجات المشتعلة في العديد من المحافظات الإيرانية، هي الأخطر، التي تعرفها إيران منذ مظاهرات عام 2009، المطالبة بالإصلاح.
اهتمام دولي
من جهة أخري دعا الاتحاد الأوروبي السلطات في إيران أن “تضمن” حق التظاهر السلمي.
وقالت الناطقة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني “تابعنا التظاهرات التي قام بها المواطنون الإيرانيون خلال الأيام الماضية. كنا على اتصال بالسلطات
الإيرانية، ونتوقع أن يكون الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير مضمونا بعد التصريحات العلنية للرئيس روحاني”.وأضافت “سنواصل رصد التطورات”.
وفي نفس السياق، عاود الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأكيده علي دعم المتظاهرين، وقال أن “زمن التغيير” حان في إيران، بعدما أكد في وقت سابق أن “الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.
وكانت المعارضة الإيرانية في الخارج قد دعت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومجلس الأمن الدولي والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى التوقف عن اللامبالاة “تجاه القمع الوحشي للمتظاهرين العزل” والقيام باجراءات عملية فاعلة لمواجهة هذه الممارسات في أعمال القتل والقمع.