إسطنبول (زمان عربي) – تشهد تركيا منذ الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من يونيو/ حزيران الماضي وحتى الآن مسرحية هزلية محبوكة باحتراف من إنتاج القصر الجمهوري في أنقرة” القصر الأبيض”.
ولم يقتصر دور الرئيس رجب طيب أردوغان في هذه المسرحية الهزليّة على الإنتاج فحسب، بل إنه هو أيضا كاتبها ومخرجها وصاحب دور البطولة فيها. والسبب في ذلك أنه ليس له خيار ثان في لعبة البقاء في السلطة؛ لأنه يعلم جيدًا أن أقل خطأ صغير قد يؤثر في نتيجة هذه اللعبة سلبا ويختمها بمشهد مؤلم للغاية بالنسبة له.
ولعل أبرز سبب في فشل تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري هو عدم وجود دور للشراكة في الحكومة مع حزب المعارضة الأم في هذا السيناريو الذي كتب في القصر.
وبحسب معلومات تم الحصول عليها من مصادر بحزب العدالة والتنمية الحاكم فإن العامل المؤثر الآخر في فشل تشكيل الائتلاف مع الشعب الجمهوري هو الوعود الاقتصادية التي قدمها هذا الحزب. حيث لم يتقبل الحزب الحاكم تنفيذ هذه الوعود التي وعد بها الشعب الجمهوري بأنه سيقدم راتبين كإكرامية للمتقاعدين وأنه سيرفع الحد الأدنى للأجور إلى 1500 ليرة.
كما شهدت لقاءات حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري اختلافات عميقة جدًا في الرأي بين الحزبين في موضوع سوريا. حيث تقول ذات المصادر إن العدالة والتنمية دخل في علاقات مُعقدة وقذرة للغاية، وإنه يرفض إعادة النظر في علاقاته مع سوريا حتى لا يتم الكشف عن فضائح علاقاته القذرة.
ولم ينس الشعب كلام أردوغان الذي يدفع اليوم تركيا إلى إجراء انتخابات مبكرة دفعا إذ كان يردد منذ 13 عامًا “إن الانتخابات المبكرة خيانة لهذا البلد”. حيث كان يرد أردوغان على ادعاءات انتخابات مبكرة في كل فرصة وكل لقاء منذ عام 2002 حتى الآن بقوله “لن تجرى انتخابات مبكرة مادمنا موجودين في الحكم، وإن جميع الإنتخابات ستُعقد في وقتها”.
وقال أردوغان عقب اجتماع المجلس الرئاسي لاتحاد الغرف الأوروبية (Eurochambres) في أبريل/ نيسان 2005 “أقولها بلهجة واضحة؛ أرى أن الحديث الآن عن إجراء انتخابات مبكرة يعتبر خيانة للوطن. إن عاملي الثقة والاستقرار هما أهم شيئ في استقرار الاقتصاد”.
فيما قال أردوغان لدى افتتاحه مصنع “كارسان” في مارس/ آذار 2009 إن الترويج لانتخابات مبكرة ليس في صالح هذه البلاد. وأقولها بصراحة سيكون ذلك خيانة لهذه الدولة”.