سنغافورة 10 أغسطس آب (رويترز) – تزينت بأعداد لا حصر لها من
العلم الوطني بلونيه الأحمر والأبيض لتبدأ سنغافورة أمس الأحد
احتفالا باذخا بمرور 50 عاما على استقلالها.. وهو يوم فخر وطني.
كانت هذه المرة الثانية التي يجتمع فيها أبناء سنغافورة على
نحو يعكس نجاحا استثنائيا لدولة صغيرة حجما. أما المرة الأولى
فكانت في أواخر مارس آذار لدى وفاة لي كوان يو أول رئيس لوزرائها.
هي جزيرة يقطنها 5.5 مليون نسمة تقع إلى الشمال مباشرة من خط
الاستواء. وبعد أن كانت تشغل يوما مكانا منعزلا لدى استقلالها عن
ماليزيا عام 1965 باتت الآن محورا تجاريا ونموذجا اقتصاديا
واجتماعيا محط أنظار دول العالم.
تتضمن الاحتفالات عرضا مبهرا بالطائرات المقاتلة وألعابا نارية
أمام جمهور مكون من 200 ألف فرد إضافة إلى ملايين المشاهدين على
شاشات التلفزيون.
وقال يانج جي لينج وهو طالب عمره 17 عاما “إنها 50 سنة فقط على
دولة صغيرة مثلنا.. ومن ثم فإننا حققنا الكثير. هذه سنة يريد أبناء
سنغافورة أن يتذكروها للأبد.”
وأضافت الحكومة يوما إلى العطلة العامة المعتادة في ذكرى
الاستقلال ووزعت حقائب تذكارية بداخلها العلم الوطني ووجبات خفيفة
وألعابا.
ومن بين الشخصيات البارزة في الاحتفالات رئيس وزراء ماليزيا
نجيب عبد الرزاق ونائب رئيس وزراء استراليا وارين تروس.
والشعار الرسمي للاحتفال هو نقطة حمراء تمثل رمز افتخار وتحد
منذ التسعينات عندما تردد أن زعيما من إندونيسيا أشار إلى سنغافورة
باستخفاف على أنها “نقطة حمراء صغيرة” على الخارطة. وتنتشر في كل
مكان الصورة التي تحمل “إس.جي50” اختصارا لسنغافورة والذكرى
الخمسين لتظهر على اللافتات والحافلات والكعكات ومجموعة متنوعة من
السلع في المحلات.
وعلى كل قنوات الردايو والتلفزيون ينطلق تسجيل لصوت لي كوان يو
وهو يتلو إعلان الاستقلال وهو الوثيقة التي تعلن انفصال سنغافورة
عن ماليزيا.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يدعو ابن لي رئيس الوزراء الحالي
لي هسين لونج للانتخابات القادمة في موعد مبكر ربما في سبتمبر
أيلول.
وكان حزبه الذي يحكم منذ فترة طويلة قد سجل أسوأ أداء في
الانتخابات البرلمانية الماضية في 2011 وسط استياء شعبي من اتساع
الفجوة الاجتماعية وغلو أسعار العقارات وتدفق العمالة الأجنبية.
ويتوقع محللون سياسيون أن يفوز حزب لي بأصوات أكثر هذه المرة
لأسباب منها المشاعر الوطنية المحيطة باحتفالات الذكرى الخمسين
إضافة إلى جهود الحكومة لمعالجة القضايا التي تثير ضيق الجماهير.
وحين تنكس اللافتات.. ستعود سنغافورة إلى المجادلات حول كيفية
الحفاظ على نمو الاقتصاد مع التصدي لانخفاض معدلات الإنجاب والغضب
من غلو الأسعار والتأثر السلبي بسنوات طوال اتسمت بالتساهل في
سياسات استقبال المهاجرين.