يشغل عمل فني للفنانة الفلسطينية مجدل نتيل جدارا كاملا في
معرض بلندن.
وتمثل رسوم الفنانة البالغة من العمر 29 عاما الأحلام الضائعة
للأطفال والتجارب والخبرات التي لن يكتسبوها أبدا.
وترمز الصور التي رسمت على أكياس الأسمنت الأحلام والتطلعات
التي كانت لدى الأطفال الذين قتلوا في الحرب التي وقعت في الصيف
الماضي بين حماس وإسرائيل.
وقصفت الضربات الجوية الإسرائيلية والقذائف قطاع غزة المكتظ
بالسكان والذي تهيمن عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مما تسبب
في دمار على نطاق واسع للمنازل والمدارس وغيرها من المباني.
وأطلقت حماس وغيرها من جماعات النشطاء ألوف الصواريخ وقذائف
المورتر من الجيب الفلسطيني على إسرائيل.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة إن نحو 551 طفلا قتلوا في غزة وأصيب
3436 بجروح خلال الصراع فيما فقد ما يقدر بنحو 1500 آباءهم.
ويقول يحيى زلوم وهو مدير معرض بي 21 إن جزءا من رسالتهم عرض
وإظهار الفلسطينيين بعيدا عن السياسة وعرض الفن والثقافة
الفلسطينية. لكن الظهور في عرض كهذا ليس أمرا سهلا كما يبدو كما
يوضح زلوم.
ويقول “الوضع في فلسطين بشكل عام وفي غزة بشكل خاص وضع صعب جدا
للفنان ان هو يقدر يطلع ويسيب (يترك) أعماله أو يبعث أعماله..ومش
بس انه يبعثهم يرسلهم يعني. إنه كيف يرجعهم لغزة أو لفلسطين. لأنه
أحيانا كتير العمل بيضيع أو بيخرب خلال الترانزيت أو بتصير عليه
مشكلة. فاحنا دائما بنحاول نلاقي طريقة معينة حتى نقدر نجيب
الأعمال من غزة أو من فلسطين.”
ويقول إنه بمساعدة صحفي مقره بريطانيا يدعى جون سنو أمكن ظهور
عمل نتيل الفني في المعرض.
ويضيف “بس مثلا عمل تبع مجدل كانت هي..وراح الصحفي من القناة
الرابعة الاخبارية (بالانجليزية) في لندن راح قابل الفنانة هاي
مجدل وكان يحكي عن العمل هدا. وهي حكت له ان هي حابة تعرضه في
لندن. قال لها كيف انيت بدك تبعثيه هدا العمل فقالت له أنا لسة ما
باعرف بنحاول احنا نلاقي طريقة. فهو عرض عليها انه يجيب العمل لنا
في لندن حتى نعرضه هون. وكان الحقيقة خطوة كتير حلوة من جون انه
يعمله.”
لكن الفنانة مجدل نتيل لم تتمكن من حضور معرضها. فقد حاولت ست
مرات الحصول على تصريح من السلطات الاسرائيلية لمغادرة غزة ولم
تنجح في اي محاولة.
وتقول “حاسة فيه انجاز، حاسة انه وصلت لهدف معين كنت حاطاه
قدام عيني، وسعيدة بتحقيق هذا الهدف بس انه دائماً باحس وهي مش أول
مرة يمكن اكتر من مرة انه لما بطلع عمل وانا بكون موجودة بغزة انه
انا نفسي يكون انا الي بركب العمل لأنه طبيعة العمل تركيبي. وكان
نفسي اكون موجودة في أجواء عرض العمل.”
ونتيل خريجة كلية الفنون الجميلة في جامعة القدس. وهي أم
لطفلين. وعرضت أعمالها في غزة والاردن وأوروبا.
وعملها الاخير مُستلهم من خبراتها من خلال العمل مع الاطفال في
ملاجئ الامم المتحدة خلال القتال في العام الماضي.