إسطنبول (زمان عربي) – تفسير المشهد الراهن في تركيا حاليا هو أن هناك حكومة “منهارة” (حكومة حزب العدالة والتنمية) وغير قادرة على إيجاد حلول دائمة لأية مشكلة مزمنة في وغير قادرة على التصدي للإرهاب أو السيطرة على حدود الدولة ولا تستطيع حماية أرواح رجال الجيش والشرطة لكنها تقوم بإرسال العشرات بل المئات من رجال الأمن والشرطة المسلحين بالبنادق لاقتحام المدارس ومراكز فصول التقوية في المدن التركية يوميا.
وعلى سبيل المثال، تعرضت المداس ومراكز فصول التقوية التي تم اقتحامها في مدينة توكات منذ يومين كانت قد تعرضت للتدقيق من قبل مفتشي وزارة التربية والتعليم في شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران الماضيين.
أما المدرسة التي تم اقتحامها في مدينة أسكيشهير فكانت قد تعرضت لتدقيق استمر 375 يوما من تاريخ 14.06.2014 حتى 23.06.2015. ولم يعثروا على أي سبب حقيقي يستوجب العقوبة. علما بأن المدارس ومراكز فصول التقوية تعرضت للتفتيش مرتين على الأقل خلال سنة واحدة، والبعض الآخر منها تعرض للتفتيش 6 مرات.
وتأتي هذه الإجراءات من قبل الحكومة بالتزامن مع تشجيعها للتعليم الخاص وسعيها لرفع المستوى التعليمي.
والجدير بالذكر أن الدول والحكومات في العالم لا تحارب المؤسسات التعليمية المرخصة. فحكومة العدالة والتنمية في تركيا وحدها هي التي تقوم بذلك في القرن الـحادي والعشرين.مع أن مثل هذه العمليات لا تقوم بها إلا التنظيمات الإرهابية في العالم.
وبما أن من ينفذ هذه الإجراءات ليست تنظيما إرهابيا بل هو حكومة شرعية فينبغي في هذه الحالة الحديث عن إرهاب الحكومة. إذ هناك حكومة تمارس الإرهاب تجاه شعبها وتجاه خدمة التربية والتعليم!
فاقتحام المدارس بمئات من رجال الأمن المجهزين بأسلحة بفوهات طويلة، لا يمكن تفسيرها بأنها إجراء حكومي معقول. بل يبدو من الخارج وكأنه حرب أعلنت ضد التعليم والعلم والحضارة.