أوقفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
(الأونروا) دفع مساعدات مالية لعشرات ألوف الفلسطينيين المقيمين في
قطاع غزة جراء ضعف التمويل لها. والأونروا هي المسؤولة عن تغذية
الفقراء الفلسطينيين في غزة وتعليم أبنائهم.
فالأونروا لم تتلق سوى 135 مليون دولار من بين 720 مليون دولار
تعهد المانحون بتقديمها لبرنامجها للمساعدات المالية التي تحتاجها
96 ألف أسرة من اللاجئين تهدمت بيوتها أو لحقت بها أضرار في الحرب
التي استمرت 50 يوما بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس)
العام الماضي.
ويبلغ عدد سكان غزة زهاء 1.8 مليون نسمة يُخشى من أن يكون لسحب
التمويل للأونروا أثر على اقتصاد القطاع والمستقبل التعليمي لسكانه
مع عدم وجود مال كي يُدفع للمعلمين.
وتساعد وكالة الأونروا التي تدير 250 مدرسة في غزة اللاجئين
الفلسطينيين في القطاع منذ عام 1949 بعد عام من قيام دولة اسرائيل.
ويُعتقد أن 1.2 مليون شخص في القطاع يعتمدون بشكل كامل على
مساعداتها.
ويقول المتحدث ومدير الاتصالات الاستراتيجية في الأونروا
كريستوفر جونيس إن نحو 500 ألف طالب ربما لا يستطيعون بدء عامهم
الدراسي الجديد في الوقت المحدد بسبب هذه الأزمة التي لا تقتصر على
غزة وحدها لكنها تمتد لتشمل الضفة الغربية وسوريا وسوريا ولبنان
والأردن أيضا.
وقالت ساندرا ميتشل نائب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة
لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)
“المانحون يواصلون دعم الأونروا. المانحون لم يسبق وقدموا تمويلا
للأونروا مثل الذي يقدمونه حاليا. المسألة انه (هذا التمويل) لا
يفي بالاحتياجات. صراع العام الماضي في غزة والصراع الراهن في
سوريا وضغط الاحتلال والحصار يضيف المزيد من الضغط للسكان
اللاجئين. قدرة الحكومات على التعامل ليست بالقوة المطلوبة.”
وتابعت “هذه هي الرسالة التي سنبلغها للعواصم حول العالم.
تمويل هذه الوكالة مسؤوليتها وهي من سيتحمل العواقب. يجب أن نبذل
قصارى جهدنا لنفتح المدارس ونمد الأطفال الفلسطينيين بالأمل
والتعليم الذي يستحقون.”
وقالت فلسطينية من مخيم الشاطئ في غزة تدعى أم خطاب دولة إن
إنهم يعتمدون على الأونروا لامدادهم بالغذاء وإن أسرتها ليس لديها
مصدر دعم آخر.
واضافت لتلفزيون رويترز “احنا عايشين مع الله ثم الأنروا اللي
بتجيب لنا. لا بيشتغلوا ولا موظفين ولادنا. نتفة ها المؤن اللي
بتجيبهم. وياريته (يا ليته) بيكفي. بيعطونا سيرج. طحين. سكر. أرز.
علب لحمة. حليب. هدا بيعين شوية. طب هدا ان وقف إيش يعملوا الناس؟
يقتلوا بعض؟ يشحدوا؟ يسرقوا؟ ينهبوا؟ يدوروا بالشوارع؟ هي نتفة ها
الأنروا اللي بتمدنا قاعدة واذا كان ما مدتناش ايش نعمل؟ يرجعونا ع
بلادنا أحسن.”
وناشد فلسطيني من مخيم الشاطئ أيضا يدعى أبو محمد أبو حصيرة
الأونروا ألا توقف عملها الحيوي.
أضاف أبو حصيرة “هادي مصيبة رح تكون للناس. مين رح يعوضنا بها
المصيبة هادي؟ الوكالة سادَة جانب كبير علينا. واحنا بنشكر الوكالة
اللي تخلصنا من ها المصيبة هادي. تقطعش الدراسة ولا الصحة ولا
النظافة ولا أي إشي زي هيك. لأنه هدا إشي عمومي ع كل العالم. اذا
الوكالة بتقلص الخدمات تبعتها البلد حتنهار كلها.”
وقال مُعلم في مدرسة تابعة للأونروا في غزة يدعى سعيد مقداد إن
كثيرين ربما يفقدون وظائفهم في المدارس الأمر الذي سيمثل كارثة
لعائلات غزة.
واضاف مقداد “اذا تم تأجيل المدارس. بداية طلبتنا والتلاميذ
حيكونوا في ضياع في الشوارع. جهل حيكون عندهم مدقع. ضياع للأسرة
وتفككها نتيجة عدم وجود تعليم إلى فترة كبيرة قد تمتد إلى شهر 12
(ديسمبر كانون الأول) أو أكثر. وهذا له انعكاسات خطيرة على الأسرة
وبنية المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة بالدرجة الأولى.”
وهُدم أكثر من 12000 منزل في قطاع غزة اثناء حرب العام الماضي
بين اسرائيل وحماس ولحقت أضرار بنحو 100 ألف منزل آخر الأمر الذي
تسبب في تشريد عشرات الألوف من سكان القطاع. ولم يُعد بناء أي من
هذه البيوت حتى الآن.
ولاقى نحو 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين -بينهم أكثر من 500
طفل- حتفهم في تلك الحرب التي قُتل فيها 73 اسرائيليا أيضا معظمهم
جنود.
خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير أيمن مسلم)