كوتاهيا (تركيا) (زمان عربي) – تتواصل ردود الفعل الرافضة لإغلاق جامع بزعم تخريجه عملاء لإسرائيل في ظلّ حكم حزب العدالة والتنمية “المحافظ” في تركيا. وعلّق أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الحادث بقوله المثير: “إنهم يغلقون جامعاً بحجة أنه يفرخ جواسيس لإسرائيل بينما كل المعابد اليهودية مفتوحة تزاول أنشطتها في البلاد!”.
وروى المواطن مولود دونماز اللحظة التي سأل فيها وزير الزراعة وشؤون الغابات التركي ويسل أروغلو عن سبب إغلاق جامع “هدى ربي” المشيّد قبل 36 عامًا والذي تعلم فيه قراءة القرآن الكريم عندما كان طالبًا في المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدينة كوتاهيا غرب البلاد.
وقال دونماز الذي أوضح بأنه لم يعرف أو يرَ قط حتى ذلك اليوم محافظ كوتاهيا شريف يلماز إن تصريحات المحافظ بقوله “أغلقته لأنني علمت أنه يتم تربية وتخريج عملاء لإسرائيل في الجامع” قد أدهشت الجميع.
وزعم محافظ كوتاهيا شريف يلماز أنه أغلق جامع “هدى ربي” الذي وهبه أحد رجال الأعمال المحبين للخير لوقف “أكيازي” التعليمي قبل 36 عامًا والتابع لمديرية دار الإفتاء في كوتاهيا لأنه يتم في هذا الجامع تعليم وتأهيل عملاء لإسرائيل، بحسب ادعائه.
وروى دونماز هذه اللحظة قائلا “في ذلك اليوم أخذت الأولاد وذهبتُ إلى صلاة الجمعة في جامع “أولو جامع” دون أن أعلم بأن جامع “هدى ربي” تم إغلاقه قبل يومين أو ثلاثة أيام. ثم لفت انتباهي جمع غفير من الناس، فأخبروني أن الوزير ويسل أروغلو موجود. ونظرًا لأنني اعتقدت أن رئيس البلدية التابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم هو الذي أغلق الجامع سألت قائلا “معالي الوزير، رئيس بلدية كوتاهيا التابع للحزب الذي تنتمون سيادتكم أيضًا له أغلق الجامع، هل لديكم علم بذلك؟”. إلا أنه تبين أن صلاحية إغلاق الجامع في يد المحافظة وليس رئيس البلدية. لم أكن أعرف حتى ذلك الوقت محافظ المدينة”.
وأضاف دونماز أن شخصًا تدخل في الأمر، في حدّة وعصبيّة، علم لاحقًا أنه محافظ المدينة قائلًا “أن الذي أغلقتُ الجامع؛ لأنه يخرّج عملاء لإسرائيل”. وتابع حديثه مع الوزير قائلاً “معالي الوزير هذا الجامع مشيّد منذ 36 عامًا. هل كان يتم تعليم التجسس –هنا- منذ كل هذه السنوات؟! ثمّ إن مسؤولي الدولة الذين يترددون على الجامع منذ 36 عامًا، أليسوا مسؤولينعن ذلك؟ أفلا يعرفون إن كان يخرج جواسيس لإسرائيل؟ ثم قلتُ كيف سمحوا بذلك إلى هذا اليوم ولم يغلقوه. وقال الوزير لي يا أخي تعال لنتحدث في الخارج عن هذا الموضوع؛ لأنه لا يصح الحديث عن ذلك هنا أمام الناس. وافقته على ما قال لكن حراسته تدخلت. انتظرته بالخارج 10 دقائق لكنني فوجئت بأنه قد ذهب”.
ليظهر لنا المحافظ عميلاً إسرائيلياً واحداً فقط تخرّج من هذا الجامع
وأردف دونماز قائلا “ليظهر لنا سيادة المحافظ عميلاً إسرائيلياً واحداً تخرّج من هذا الجامع وسأهبه كل ما أملك، وسأعتذر له وأقبل يديه وقدميه. لكنه إذا عجز عن ذلك، فيجب عليه أن يعتذر بنفسه لأهالي كوتاهيا، وسيكون ذلك الاعتذار ديناً في عنقه”.
وأعاد دونماز الذي يعيش منذ سنوات طويلة في ألمانيا إلى الأذهان أن الحكومة الألمانية تسمح بإقامة جامع لكل جماعة باعتباره مطلباً ديمقراطياً، مضيفا أن تركيا آلت في ظل حكم حزب العدالة والتنمية إلى دولة تُغلق الجوامع.
الجدير بالذكر أن التعليق الذي نشره أحد رواد تويتر في حسابه “إنهم يغلقون جامعاً بحجة أنه يفرخ جواسيس لإسرائيل بينما كل المعابد اليهودية مفتوحة تزاول أنشطتها في البلاد!”، أصبح من أكثر التعليقات مشاركة في هذا الصدد.