متابعة: محمد صلاح
رسالة قصيرة وواضحة إلى صلاح الدين دميرطاش، لو كان أردوغان يريد الحرب،
مخاوف من عودة تركيا إلى التسعينات، إنكم تحصدون ما زرعتم، 4 رجال حول أردوغان يصنعون القرارات بتركيا، استطلاع رأي ساخر لداوود أوغلو، تركيا تتصدر المركز الأول في ملابس المحجبات عالميًا
في مقاله الأسبوعي بتاريخ 31/يوليو تموز الموافق الجمعة كتب الكاتب الصحفي الشهير أحمد حاقان في جريدة حرييت مقالا بعنوان:” رسالة قصيرة وواضحة إلى صلاح الدين دميرطاش” عقب فيه على قول الأخير: “عملية السلام تحتاج إلى شجاعة” بدعوته أن يخطو هو أولى خطوات الشجاعة هذه، وأن يتوجه إلى الجبال التي يتحصن فيها عصابات حزب العمال الكردستاني الشهيرة بالـ”بي كي كي”، ويدعوهم إلى أن يرفعوا أيديهم من على الزناد، وأن يوقفوا عمليات القتل الغادرة، وأن يتركوا للعمل السياسي حل مشاكلهم.
ثم حذره من أنه ما لم تكن معارضته لمن في الجبال في نفس قوة معارضته لداوود أوغلو وأردوغان، فسيقل بالتأكيد عدد الذين يصغون إليه، ويتناقص عدد الذين يقتنعون به، وستنطفئ شعلة الأمل التي أوقدها.
ودعاه في الأخير ألا يخاف أو ينسحب وأن يكون شجاعا؛ لأن عملية المصالحة على حد قوله تحتاج إلى شجاعة.
وفي المقال ذاته وتحت عنوان:” لو كان أردوغان يريد الحرب” أوضح الكاتب أن أردوغان لو كان يريد الحرب بالفعل، ولو يفكر هكذا من أجل زيادة نسبة التصويت لحزبه في الانتخابات القادمة، فكل الهجمات التي قام بها حزب العمال الكردستاني وعمليات القتل التي نفذها، هي ترجمة حرفية لهذه الخطة
وفي معرض تعليقه على سلسلة الهجمات الإرهابية التي تشهدها تركيا في الفترة الأخيرة، أبدى الرئيس التركي السابق عبد الله جول، أثناء خروجه من صلاة الجمعة أمس مخاوفه من عودة تركيا إلى التسعينات حيث نسبت الصحف إليه قوله: “إن تكرار الأحداث التي شهدتها البلاد في فترات تسعينيات القرن الماضي، لن يكون له أي فائدة ولا مغزى منها. ولن يكون هناك أي فائدة من عودة البلاد مرة أخرى عشرين عاما للوراء لتجرّب ما جربته سابقاً”.
أما أكرم دومانلي: رئيس تحرير جريدة “زمان التركية” فقد نحى باللائمة على المسئولين عن إدارة البلاد في مقاله المعنون بـ:” إنكم تحصدون ما زرعتم” حيث لم يصغوا إلى أي كلام، وحدث ما كان يُخشى منه، فمن ناحية يواصل تنظيم داعش الإرهابي هجماته الدامية، ومن ناحية أخرى يستأنف تنظيم حزب العمال الكردستاني عملياته الإرهابية.
هذا فضلا عن سقوط عشرات الأشخاص بين قتيل وجريح، بخلاف عديد من أفراد الجيش والشرطة، وأرجع السبب إلى المسؤولين الذين عميت بصيرتهم، وجرّوا تركيا إلى حالة من الفوضى العارمة، بسبب غياب الشفافية في بنود ما يسمى “عملية السلام”، وتكميم أفواه من فكر في الاعتراض، وإلصاق تهمة الخيانة بكل من قال: “هذه الوتيرة لا تحل القضية الكردية، بل إنها تجعل من حزب العمال الكردستاني فاعلًا دوليًا” ودعا في نهاية المقال الجميع (لا سيما المسؤولين عن الحكم في البلاد) أن يعودوا إلى مجال مسؤوليتهم الأساسية، ويتخلوا عن الظلم، وألا يضحوا بكرامتهم في سبيل سياسة النفاق، فلا حاجة في الواقع إلى دولة يحتكرها حزب بعينه ولا خير في إنسان يكون عبدًا لدولة يحتكرها حزب”.
أما غزوان المصري فقد كتب مقالا نشر في موقع ” ترك برس” الإخباري ونقلته عنه مواقع متعددة بعنوان:” 4 رجال حول أردوغان يصنعون القرارات بتركيا” حيث أوضح فيه أن هناك أربعة رجال حول رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، في القصر الأبيض أو قصر رئاسة الجمهورية، هم من يصنعون القرارات بتركيا وهم: “بن علي يلدرم” صديق أردوغان منذ تسعينيات القرن الماضي، واليد اليمنى له، والذي شغل منصب وزير النقل والمواصلات منذ عام 2002 وحتي 2013 وقد وصفه الكاتب بأنه:” التكنوقراطي الناجح، والعقلية التي تدير 13 مستشاراً يحكمون سياسة تركيا” وهو الذي استطاع – بحسب الكاتب أيضا – خلال 11 عاماً تحقيق العديد من المشاريع الناجحة التي تغنى بها أردوغان خلال الحملات الانتخابية، وفي التجمعات الشعبية.
أما الشخصية الثانية التي وردت في المقال فهو “أيدن أونال” الذي وُصِف في المقال بأنه:” قلم أردوغان المجهول
وصاحب الشخصية الهادئة قليلة الكلام والانفعال، والذي ترسم مانشيتاته الخطوط الرئيسية لسياسة حزب العدالة والتنمية، والجندي المجهول في صناعة التأثير على الرأي العام التركي حول عديد من القضايا”.
ثم ذكر الشخصية الثالثة وهي “إيفكان ألاء” ووصفه بأنه صاحب نظرات مخيفة، ويد أردوغان الأمنية الضاربة الذي قاد حملة منظمة للقضاء على حركة الخدمة، أو كما يسميها موالو الرئيس التركي التنظيم الموازي. وذلك بعدما أسندت إليه حقيبة وزارة الداخلية في التغيير الوزاري الاضطراري يوم 25 كانون الأول عام 2013، (خلفا لـ” معمر غولر” الذي أقيل من منصبه وثلاثة وزراء آخرون للاشتباه في تورطهم في فضيحة الفساد الواسعة التي هزت أركان نظام أردوغان أثناء توليه رئاسة الوزراء، والذي يرى محللون أن هذه الحملة جاءت بهدف التغطية على هذه القضية واتخاذها ذريعة للحد من نفوذ الحركة -على حد قولهم -حيث سارع أردوغان باتهامها بالتآمر على الحكومة والسعي لإفشالها).
أما الأخير فهو “يغيت بولط” الذي وصفه الكاتب بأنه “ورقة أردوغان الاقتصادية الخاسرة، والمتسبب في الأزمة الحكومية التي عصفت بالعدالة والتنمية قبيل الانتخابات الماضية، والشخصية المشاكسة في القصر الجمهوري، التي بدأت تضرب بتصريحاتها رجال الاقتصاد في حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث أسرف في تدخلاته الاقتصادية لحد أغضب مهندس اقتصاد تركيا الجديدة باباجان، وتسبب في الأزمة الحكومية التي عصفت بحكومة العدالة والتنمية قبيل الانتخابات الماضية، عندما تداولت وسائل الإعلام خبر نية نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية “علي باباجان” الاستقالة من الحكومة.
وختم الكاتب مقاله بأن هناك أسماء مجهولة بالإضافة إلى الأسماء الواردة سابقاً تدير قصر رئاسة الجمهورية، لا يذكر اسمها أبداً ولا تظهر على أي وسائل إعلامية..
ويعيد هذا المقال إلى الأذهان ما قاله السيد “إدريس نعيم شاهين” الذي وقف بجانب السيد رجب طيب أردوغان منذ الانتخابات البلدية التي جرت في شهر مارس من عام 1994، والذي شغل بنجاح منصب وزير الداخلية في الدولة في ظل حكومة العدالة والتنمية حيث صرح في أثناء استقالته:”في هذه الأيام تسيطر على الحكومة مجموعة من الأوليغارشية “. وهو ما أكد عليه الأستاذ محمد فتح الله كولن في حديثه إلى البي بي سي حيث قال :”أظنّ أن هناك دائرة ضيقة محيطة برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، كما كان هناك حاشيات حول السلاطين القدماء، تقدم هذه الدائرة إليه كل الأحداث التي تجري في البلاد بشكل مختلف ومخالف للحقيقة والواقع، وتوقعه في مواقع ينزعج منها الجميع” . وهو ما أطلعنا على بعض منه مقال الأستاذ غزوان المصري.
والأوليغارشية كلمة يونانية الأصل وتعني :”حكم القلة المختارة”، وقد كان أفلاطون هو أول من أشار إلى حكم الأوليغارشية ،حيث قدم تقسيما في كتابه السياسة من ستة أنواع لأنظمة الحكم: منها ثلاثة تتقيد بالقانون وتحترمه، وثلاثة لا تلتزم بالقانون، ومنها حكم الأوليغارشية.
وتتصاعد هذه الأيام في تركيا حمى استطلاعات الرأي، على خلفية الوضع المعقد الذي آلت إليه الأمور عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث تتسابق كثير من المؤسسات والشركات في استطلاع آراء الناخب التركي حول الأوضاع السياسية في البلاد، وتثار أسئلة مختلفة حول الوضع السياسي من عينة: هل تؤيد تشكيل حكومة ائتلافية أم انتخابات مبكرة؟ إذا دخل حزبك في حكومة ائتلافية أي الأحزاب تفضل أن تكون معه؟ إذا جرت الانتخابات هذا الأسبوع فلمن ستعطي صوتك؟ وقد دخلت مجلة بانجوان (البطريق) الكاريكاتيرية الساخرة التي تصدر كل أسبوع على هذا الخط فرسمت صورة فيها رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو يقوم بإجراء استطلاع رأي لأحد المواطنين يقول فيها:
طاب يومك ، نحن نجري استطلاعا للرأي، إذا نشبت الحرب غدا، فلأي حزب ستعطي صوتك؟
ويبرز رسام الكاريكاتير- حسب وجهة نظره- انشغال حزب العدالة والتنمية برئاسة أحمد داوود أوغلو بقضية الانتخابات، ومحاولة استغلال الظروف التي تحيط بالبلاد، لتلافي خسارة الأصوات التي تعرضوا لها في الانتخابات الأخيرة، بغض النظر عن أي أشياء أخرى حتى لو دخلت البلاد في حرب.
وبعيدا عن الأجواء السياسية ننتقل إلى أجواء الأزياء والملابس خصوصًا في ظل هذه الموجة الحارة التي تضرب عديدا من البلاد، والتي تجعل الناس يخرجون من ملابسهم، فقد نشرت وكالة جيهان للأنباء أن تركيا تتصدر المركز الأول في الإنفاق على ملابس المحجبات والملابس المحتشمة عالميًا. حيث أظهرت تقارير اقتصادية أن تركيا تنفق سنويًا 29 مليار دولار أمريكي على ملابس المحجبات، متجاوزة بذلك كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. كان الله في عون المحجبات في مثل هذه الأجواء الساخنة.