متابعة: محمد صلاح
تحذير من موجة حر قادمة، وسياسة القصر تدفع بتركيا نحو الحرب، و43 قتيلا في أسبوع بعد اعتداء سروج/تسروش الانتحاري، ومزاعم حول علاقة تنظيم داعش بحزب العدالة والتنمية الحاكم
-أسبوع ساخن عاشته تركيا تزامن مع موجة حر شديدة تجتاح أنقرة وإسطنبول وسائر المحافظات، ومن المتوقع حسب خبراء أن تواصل ارتفاعها خلال الأيام القادمة لتصل إلى 35 و38 درجة في كل من أنقرة وإسطنبول، وتصل إلى 40 درجة في مدينة إزمير وما حولها من البلاد في كل من إقليمي بحر أجه وبحر مرمرة، بينما من المتوقع أن تتجاوز ال40درجة في منطقة شرق الأناضول كما في محافظتي مالاطيا وألازيغ.
وقد نصح الخبراء -حسب صحيفة بوجون/اليوم- بتوخي الحذر خلال هذه الأيام وعدم التعرض للشمس فترات طويلة خلال ساعات النهار، وعدم مغادرة المنازل خلال هذه الفترة إلا للضرورة
–وفي صدر صحيفة طرف تصريح لا يقل سخونة عن درجة الحرارة التي تعيشها البلاد حيث صرح صلاح دميرطاش رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي والذي تجاوز حزبه إبان الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من يونيو/ حزيران الماضي نسبة الحسم 10% بفارق ثلاث نقاط 13%، مكنته من تمثيل الأكراد تحت قبة البرلمان ب 70 نائبا برلمانيا، ليحل حزبه رابعا بعد كل من حزب العدالة والتنمية الحزب الحاكم سابقا، وحزبي الشعب الجمهوري الأتاتوركي وحزب الحركة القومية التركية. وما زالت المفاوضات جارية بين كل هذه الأحزاب لتشكيل حكومة ائتلافية بعدما فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أحمد داوود أوغلو في تحقيق نسبة كافية تمكنه من تشكيل الحكومة وحده.
فقد صرح قائلا: “إن الحكومة المؤقتة تدفع بالبلاد نحو الحرب، وإن حكومة حزب العدالة والتنمية تواصل الغرق في الجريمة حتى أذقانها، وأن السياسة المتبعة حاليا ليست سياسة دولة ولكنها سياسة القصر الأبيض” مشيرا بذلك إلى رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان الذي ينسب إليه إدارة الحزب والحكومة من خلف الستار من داخل أروقة القصر الجديد الذي بناه مؤخرا، والذي دار حوله جدال ولغط كبير في الآونة الأخيرة.
وفي الصحيفة نفسها ذكرت أن 43 شخصا قضوا خلال أسبوع واحد بخلاف الضحايا الذين قضوا في اعتداء مدينة سروج/تسورتش الانتحاري الإثنين الماضي على مقربة من الحدود السورية، والذي راح ضحيته 32 شخصا على الأقل. ويتنوع الضحايا الذين قضوا هذا الأسبوع ما بين شرطيين ومدنيين وطلاب جامعات،كان آخرهم كهل أربعيني في مدينة مرسين أب لطفلين، حيث توفي متأثر بإصابته بخرطوش غاز في رأسه أثناء جلوسه في شرفة منزله ومتابعته الأحداث التي نشبت بالقرب من منزله.
ويزيد من سخونة الأخبار ما أثير حول مزاعم بوجود علاقة لحزب العدالة والتنمية الحاكم بداعش، حيث كشف مسؤول غربي في حوار أجرته معه صحيفة “الجارديان” البريطانية – حسب وكالة أنباء جيهان- عن احتمال توتر العلاقات بين الدول الغربية وتركيا عقب حصول الولايات المتحدة الأمريكية على وثائق تثبت علاقة تركيا بتنظيم داعش وشراء النفط منه.
وتأتي هذه المزاعم إبان الضربات العسكرية المتلاحقة التي ينفذها سلاح الجو التركي ضدّ مواقع تنظيم الدّولة (داعش) وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) في كل من سوريا والعراق، وإشادة كل من بريطانيا وفرنسا وإعلان الأخيرة – حسب وكالة الأناضول- دعمها لتركيا في حربها ضد التنظيم.
كما أعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “جون كيربي” – حسب موقع ترك برس الإخباري- عن امتنان بلاده لتركيا لتعاونها في الحرب ضد تنظيم الدولة (داعش)، ودعمها من خلال فتح بعض قواعدها الجوية لقوات التحالف الدولي.
وفي هذا الصدد وحسب الموقع نفسه يبرز إلى العلن تصريح رئيس الوزراء السد أحمد داوود أوغلو بأنه حان وقت إنشاء منطقة آمنة في سوريا لا سيما ضد هجمات داعش، منوها إلى أن التفاهم الذي جرى مع الولايات المتحدة بخصوص محاربة التنظيم ينبغي أن يشمل دعم المعارضة السورية المعتدلة من أجل مستقبل سوريا.
وعلى صعيد آخر لمح كل من رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه السيد أحمد داوود أوغلو للانتخابات المبكرة في تركيا في حال تعثر المحادثات الجارية بخصوص تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة.
وإلى أن تفسر الأيام بعضا مما يتشكل الآن على الصعيدين الداخلي في تركيا والخارجي في المنطقة أو تبرز بعض التسريبات الويكيليكسية التي تزيح الستار عن بعض الأسرار، ستظل موجة الحر الشديدة والأحداث الملتهبة داخليا وخارجيا أهم ما يشغل المواطن التركي خلال هذه الأيام، إلى أن تأتي موجة باردة لطيفة تحمل معها بعض الأحداث السارة التي يمكنها تخفيف هذا اللهب التي تتدحرج إليه المنطقة.