(لإضافة تفاصيل)
واشنطن 3 أغسطس آب (رويترز) – قال مسؤولون أمريكيون يوم الأحد
إن الولايات المتحدة قررت السماح بشن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي
المعارضة السورية الذين دربهم الجيش الأمريكي في مواجهة أي مهاجمين
حتى لو كانوا من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
ويهدف القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما والذي قد يعمق
الدور الأمريكي في الصراع السوري إلى حماية مجموعة المقاتلين
السوريين الوليدة الذين سلحتهم ودربتهم الولايات المتحدة لمحاربة
تنظيم الدولة الإسلامية وليس القوات الحكومية السورية.
ولكن في الحرب الأهلية السورية التي تسودها الفوضى لا يمثل
مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية التهديد الوحيد على المجموعة التي
دربتها الولايات المتحدة. وتعرضت أول دفعة من القوات التي دربتها
الولايات المتحدة ونشرتها في شمال سوريا للنيران يوم الجمعة من
متشددين آخرين مما أدى إلى شن الولايات المتحدة أول غارات جوية
معروفة لمساندة تلك القوات.
وقال مسؤولون أمريكيون اشترطوا عدم نشر اسمائهم كي يتسن لهم
تأكيد تفاصيل القرار إن الولايات المتحدة ستشن هجمات لدعم التقدم
الذي أحرز ضد أهداف الدولة الإسلامية. وكانت صحيفة وول ستريت
جورنال أول من كشف عن القرار.
ومن المقرر أن توفر الولايات المتحدة أيضا دعما دفاعيا لصد أي
مهاجمين.
وقلل مسؤولون أمريكيون مرارا من احتمال إقدام القوات الموالية
للرئيس السوري بشار الأسد على استهداف مقاتلي المعارضة المدعومين
من الولايات المتحدة. ولم تصوب القوات الحكومية السورية نيرانها
على طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة التي تقوم بقصف
أهداف تابعة للدولة الإسلامية في سوريا. ومع ذلك لا يستبعد
الأمريكيون احتمال نشوب اشتباك غير مقصود.
وامتنعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) والبيت الأبيض عن
مناقشة القرار المتعلق بقواعد الاشتباك أو تأكيد تصريحات المسؤولين
الأمريكيين الذين لم تُنشر اسماؤهم.
وقال اليستير باسكي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي
إنه لم يتم تقديم دعم واسع النطاق إلا للقوات التي دربتها الولايات
المتحدة بما في ذلك “الدعم بنيران دفاعية لحمايتهم” وأشار كدليل
على ذلك إلى الغارات الجوية التي شنتها يوم الجمعة الولايات
المتحدة.
وأضاف “لا ندخل في تفاصيل قواعد الاشتباك التي نتبعها ولكن
نقول دائما إننا سنتخذ الخطوات اللازمة لضمان قدرة هذه القوات على
تنفيذ مهمتها بنجاح.”
وامتنعت أيضا الكوماندر اليسا سميث المتحدثة باسم البنتاجون
عن التعليق على قواعد الاشتباك واكتفت بتوضيح أن البرنامج العسكري
الأمريكي يركز “أولا وقبل كل شيء” على محاربة مقاتلي تنظيم الدولة
الإسلامية.
وقالت سميث “رغم ذلك نعرف أن كثيرا من هذه الجماعات تقاتل الآن
على جبهات عدة بما في ذلك ضد نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية
وإرهابيين آخرين.”
وبدأ الجيش الأمريكي برنامجه في مايو أيار لتدريب ما يصل إلى
5400 مقاتل سنويا فيما يعد اختبارا لاستراتيجية أوباما بجعل
الشركاء المحليين يحاربون المتطرفين وإبقاء القوات الأمريكية بعيدة
عن خطوط المواجهة.
وواجه برنامج التدريب تحديات منذ البداية مع إعلان عدم أهلية
مرشحين كثيرين بل واستبعاد البعض.
وأدي شرط أوباما استهداف متشددي تنظيم الدولة الإسلامية إلى
تهميش قطاعات كبيرة من المعارضة السورية التي تركز بدلا من ذلك على
محاربة القوات الحكومية السورية. وسعت الولايات المتحدة إلى تفادي
حدوث مواجهة مباشرة مع الأسد.
وفور عودة مقاتلي المعارضة السورية لساحة القتال تحولت القوات
التي جندتها الولايات المتحدة والمقاتلين الآخرين الذين انحازوا
إليهم إلى أهداف للمتشددين المنافسين.
ويُشتبه بأن جناح القاعدة في سوريا هو الذي شن الهجوم الذي وقع
يوم الجمعة ضد هذه القوات في مجمع بسوريا يستخدمه أيضا أفراد جماعة
معارضة متحالفة مع الغرب تعرف باسم الفرقة 30.
وتنتمي القوات التي دربتها الولايات المتحدة إلى الفرقة 30.
وأعلنت جبهة النصرة الأسبوع الماضي أنها خطفت قائد الفرقة 30 لكن
مسؤولين أمريكيين تحدثوا شريطة عدم نشر اسمائهم قالوا إنه لم يتلق
تدريبا من الولايات المتحدة.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية- تحرير معاذ عبد العزيز)