(إعادة دون تغيير في النص)
من إيهاب فاروق
القاهرة أول أغسطس آب (رويترز) – قال وزير التخطيط المصري أشرف
العربي اليوم السبت إن أكثر من 50 بالمئة من مذكرات التفاهم التي
أبرمتها بلاده مع المستثمرين في قمة شرم الشيخ الاقتصادية تم
تحويلها إلى عقود استثمارية وبدأ العمل فيها.
وعقدت مصر مؤتمرا اقتصاديا في منتجع شرم الشيخ في مارس أذار
الماضي وأعلنت فيه عن توقيع عقود استثمارية ومذكرات تفاهم مع
مستثمرين محليين وعرب واجانب بقيمة بلغت 60 مليار دولار كما حصلت
عن تعهدات بدعم خليجي قدره 12.5 مليار دولار.
وأضاف الوزير في مقابلة مع رويترز اليوم “أكثر من 50 بالمئة من
مذكرات تفاهم قمة شرم الشيخ تحولت إلى عقود وبدأ العمل فيها. معظم
مذكرات التفاهم والعقود كانت في مشروعات البترول والطاقة
والإسكان.”
ومنذ مؤتمر مارس انتهت مصر من توقيع عقود للبحث والاستكشاف مع
شركات نفط عالمية مثل بي.بي وبي.جي وشركة إيني الايطالية بحوالي 21
مليار دولار.
وتم تحويل أغلب مذكرات التفاهم التي وقعت في قمة شرم الشيخ
بشأن قطاع الكهرباء بقيمة 16.3 مليار دولار إلى عقود وكان أهمها
مشروعات مع شركة سيمنس الألمانية بإجمالي 9 مليارات دولار.
* منح دول الخليج والسندات الدولية
وأعرب وزير التخطيط عن عدم توقعه حصول بلاده على منح جديدة من
دول الخليج خلال السنة المالية الجارية 2015-2016 التي بدأت في
الأول من يوليو تموز لكنه قال إن مصر قد تحصل على دعم في صورة مواد
بترولية.
وأضاف “ليس هناك منح خلال 2015-2016 لكن قد يكون هناك دعم
لاحتياجات البلاد من المواد البترولية. وهناك مفاوضات فيها بالفعل
مع السعودية والكويت والإمارات.الناس دي وقفت مع مصر وقفة محصلتش.”
كانت مصر تلقت مليارات الدولارات في صورة منح وقروض ومنتجات
بترولية من السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت منذ أن عزل
الجيش الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو تموز 2013 عقب احتجاجات
حاشدة على حكمه.
وكانت المساعدات بمثابة شريان حياة للاقتصاد المصري.
وقال الوزير إن بلاده ستلجأ لسوق السندات الدولية للمرة
الثانية في 2015-2016.
وأضاف العربي “الدين الخارجي لنا مازال في مرحلة الأمان وهذا
سيدفعنا للخروج للسوق العالمية للسندات في 2015-2016 . قيمة الطرح
سيتم تحديدها وفقا لاحتياجات البلاد.”
وباعت الحكومة المصرية سندات دولية لأجل عشر سنوات قيمتها 1.5
مليار دولار في يونيو حزيران في أول إصدار من نوعه خلال خمس سنوات
وهو ما يظهر عودة الاستقرار الاقتصادي والسياسي إلى البلاد بعد
انتفاضة 2011.
* الطرق والأنفاق الجديدة
وقال العربي في المقابلة التي جرت بمكتبه في القاهرة مع رويترز
إن بلاده انتهت من 70 بالمئة من مشروع لمد طرق جديدة بطول 4800
كيلومتر على أن تنتهي من المرحلة الأولى من المشروع بطول 3200
كيلومتر خلال عام 2015 وبتكلفة تزيد عن 35 مليار جنيه (4.5 مليار
دولار).
وتحتاج مصر لمثل هذه المشروعات منذ فترة طويلة لإنعاش اقتصادها
المثقل بالمشكلات.
وأضاف العربي أن المرحلة الثانية من الطرق الجديدة بطول 1600
كيلومتر سيتم الانتهاء منها خلال 2015-2016 بتكلفة تزيد عن 20
مليار جنيه.
وقال الوزير إن بلاده “بدأت في حفر ستة أنفاق وستنتهي من العمل
فيهم خلال 2015-2016. الأنفاق الجديدة ستساعد مصر في خلق محاور
تنمية جديدة لها.”
وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي تعاقدت مصر شركة هيرينكنيشت
الألمانية لتوريد آلات لحفر ثلاثة أنفاق للسيارات والقطارات في
بورسعيد عند المدخل الشمالي للقناة على البحر المتوسط. وتقوم بحفر
الأنفاق أوراسكوم للانشاء ومقاولون عرب آخرون.
وقالت هيئة قناة السويس حينها إن نصف الميزانية المخصصة لتوسعة
قناة السويس والمقدرة بنحو 62 مليار جنيه رصدت لحفر ستة أنفاق.
وتأمل حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تسهم التوسعة التي
سيتم افتتاحها رسميا الخميس المقبل في زيادة ايرادات القناة إلى
ثلاثة أمثالها تقريبا بحلول عام 2023 لتصل إلى 13.5 مليار دولار من
حوالي خمسة مليارات دولار حاليا.
ويستهدف المشروع تعزيز التجارة عبر أقصر طريق ملاحي بحري بين
أوروبا وآسيا وتنمية 76 ألف كيلومتر مربع حول القناة لإقامة منطقة
صناعية ومركز عالمي للإمداد والتموين لجذب مزيد من السفن وزيادة
الدخل.
وتعول الحكومة على خططها الاقتصادية الجديدة ومشروعاتها
القومية لخفض معدل البطالة وزيادة النمو الاقتصادي.
* النمو الاقتصادي والبطالة
وقال وزير التخطيط إن بلاده تتوقع معدل نمو اقتصادي أقل من
ثلاثة بالمئة خلال الربع الأخير من السنة المالية 2014-2015 والتي
انتهت في يونيو حزيران الماضي على أن يبلغ معدل النمو للسنة
بأكملها 4.2 بالمئة.
وحققت مصر نموا اقتصاديا 6.8 بالمئة في الربع الأول من
2014-2015 وفي الربع الثاني 4.3 بالمئة وفي الربع الثالث ثلاثة
بالمئة.
وقال العربي إن سبب زيادة أرقام النمو في الفصول المالية
الماضية يرجع إلى أن “سنة المقارنة كانت أرقام النمو بها متدنية
للغاية بسبب الأحداث.”
وتضرر الاقتصاد المصري بسبب الاضطرابات السياسية التي شهدتها
البلاد بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني
مبارك قبل نحو أربع سنوات وتسببت في هروب المستثمرين والسياح.
وتراجع معدل النمو إلى ما دون اثنين بالمئة في السنة المالية
2010-2011.
لكن الحكومة الحالية شرعت في سلسلة من الإصلاحات التي شملت خفض
دعم الطاقة المكلف وفرض ضرائب جديدة فضلا عن تعديل قوانين متعلقة
بالاستثمار مؤخرا لتكون أكثر جذبا للمستثمرين الأجانب.
وتوقع العربي وصول معدل النمو الاقتصادي لبلاده إلى خمسة
بالمئة خلال السنة المالية 2015-2016.
وقال إن بلاده تستهدف “خفض معدل البطالة إلى أقل من 12 بالمئة
خلال 2015-2016. وأن تصل لأقل من 10 بالمئة في 2018-2019.”
وبلغ معدل البطالة في مصر خلال السنة المالية 2013-2014 نحو
13.3 بالمئة قبل أن ينخفض إلى 12.8 بالمئة بنهاية مارس أذار
الماضي.
وعزا العربي انخفاض البطالة المتوقع إلى الاستثمارات الحكومية
والخاصة التي يجري تنفيذها خلال الفترة الماضية والقادمة وخاصة في
مشروعات البنية التحتية التي تتميز بكثافة العمالة.
ويرى العربي أن مصر “تسير على الطريق الصحيح.”
وقال “من يستثمر اليوم في مصر أعتقد أن مكاسبه جيدة جدا لأنه
يستثمر في وقت تبدأ فيه الدولة بالصعود. أعمل بالحكومة منذ عشر
سنوات. ما يحدث اليوم لم أكن أحلم أن يحدث في الكثير من المجالات
بهذه السرعة.”
(الدولار= 7.83 جنيه مصري)
(تغطية صحفية إيهاب فاروق – تحرير نادية الجويلي – هاتف
0020225783292)