ديره إسماعيل خان/بيشاور (باكستان) أول أغسطس آب (رويترز) –
ن اشد الزعيم الجديد لطالبان الأفغانية الملا أختر محمد منصور وحدة
صف المتشددين في أول رسالة علنية له نشرت اليوم السبت في ظل تقارير
عن معارضة أسرة سلفه الملا عمر اختياره للزعامة.
وكان منصور لسنوات نائبا للملا عمر الذي كان المرشد الروحي
للمتشددين رغم غيابه.
وأكدت طالبان الأسبوع الماضي وفاة الملا عمر منذ فترة. وقالت
الحكومة الأفغانية إنه توفي منذ أكثر من عامين.
ويقول محللون إن اختيار منصور قد يكون مبشرا لمحادثات السلام
إذا استطاع أن يقنع الفصائل الأخرى للمتشددين المنقسمين بدعمه.
وقال منصور في تسجيل صوتي قدمه أعضاء طالبان للصحفيين “لا يمكن
للعدو هزيمتنا إذا أظهرنا الوحدة”.
وتابع قوله “سأستغل كل طاقاتي للسير على نهج الملا الراحل محمد
عمر. نحتاج للتحلي بالصبر وينبغي أن نتوجه لأصدقائنا المستائين
ونقنعهم ونضمهم لصفنا.”
ويوم الجمعة أبلغ قادة من طالبان حضروا الاجتماع الذي اختير
خلاله منصور خلفا للملا عمر أن ابن عمر وشقيقه انسحبا من الاجتماع
احتجاجا.
ويسلط التعبير عن المعارضة داخل قيادة الحركة الضوء على
التحديات التي يواجهها منصور. ويتعين عليه أن يقنع القادة
المتشككين بإجراء محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية في الوقت
الذي يكثف فيه تنظيم الدولة الإسلامية عمليات التجنيد في المنطقة.
وأعلنت جماعاتان أفغانيتان متشددتان وفاة الملا عمر الشهر
الماضي وبايعتا تنظيم الدولة الإسلامية.
وألقى منصور بمسؤولية الانقسامات داخل طالبان على “أجندة
العدو” وتوعد بمواصلة القتال من أجل الحكم بالشريعة والسير على نهج
الملا عمر.
كما حذر من قتل المدنيين. وأفاد تقرير للأمم المتحدة نشر في
نهاية العام الماضي أن المتشددين يتحملون المسؤولية عن مقتل 75 في
المئة من المدنيين في أفغانستان للعام الثاني على التوالي.
وقال “باسم الجهاد فإن قتل الأبرياء ليس من الإسلام. ينبغي أن
نفوز بقلوب الناس ومن ثم نستطيع أن نحكم قلوبهم.”
وأكد منصور أن أحد نوابه هو سراج الدين حقاني ابن القيادي
الجهادي الشهير جلال الدين حقاني ومؤسس شبكة حقاني المتشددة التي
ألقيت عليها مسؤولية بعض من أعنف الهجمات الانتحارية في أفغانستان.
وأبلغ بعض قادة طالبان رويترز أمس أن جلال الدين توفي أيضا قبل
عام ونصف لكن متحدثا باسم الحركة نفى ذلك اليوم السبت.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)