لندن (زمان عربي) – نشرت مجلة “إيكونوميست” الصادرة في بريطانيا، في عددها الصادر هذا الأسبوعي، مقالا بعنوان “حسابات أردوغان الخطيرة”؛ استهلت بتوجيه الانتقادات إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقالت إن تركيا تزيد حالة الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط بسبب قصفها مواقع الأكراد.
وبحسب ما ذكرته (بي بي سي) الناطقة بالتركية، جاء في المقال: “إن حلفاء تركيا الغربيين يشعرون بمزيد من الانزعاج من رئيس الجمهورية أردوغان؛ والذي يرغب على الصعيد الداخلي في جمع المزيد من القوة والسلطة في قبضته عن طريق تغيير الدستور؛ وعلى الصعيد الخارجي، يتعامل بصورة متسامحة إزاء عبور المقاتلين من دولته إلى سوريا للحرب هناك. ولم يسمح للتحالف الدولي المشكّل ضد التنظيم الإرهابي داعش باستخدام قواعده الجوية الموجودة بدولته”.
وأضافت المجلة التي أوضحت أن تركيا قصفت مواقع داعش وفتحت قواعدها الجوية للطائرات الأمريكية عقب الهجوم التفجيري الذي وقع في بلدة سوروج في مدينة شانلي أورفا جنوب شرق البلاد في الـعشرين من يوليو/ تموز الجاري والذي أسفر عن مقتل 32 شخصًا “تمنى غالبية الناس عقب تلك الأحداث أن يكون أردوغان قد أدرك في نهاية المطاف تهديد داعش“.
أردوغان يستغل الأزمة لتحقيق مكاسب سياسيّة
ولفتت مجلة إيكونوميست إلى أن الغالبية انتابها شعور بالريبة والشبهة من أن أردوغان يستغل هذه الأزمة لتحقيق مصالح سياسية داخل البلاد، مشيرة إلى أن أردوغان كان رجلا إصلاحيًّا عندما جاء حزب العدالة والتنمية إلى سُدة الحكم عام 2002 وفضل خيار الاتفاق والتصالح مع الأكراد. وأضافت بأنه عقب فشل العدالة والتنمية في الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان بسبب الأصوات التي حصل عليها حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في شهر يونيو/ حزيران الماضي، بدأ أردوغان يتخذ موقفاً مضاداً من الأكراد.
كما أوضحت المجلة أن هدف الرئيس أردوغان من قصف مواقع العمال الكردستاني هو نقل أصوات الشعوب الديمقراطي لصالح العدالة والتنمية وتحقيق الأغلبية اللازمة لتعديل الدستور، وذلك في حال إعلان انتخابات مبكرة.
وقالت المجلة التي وصفت أردوغان بأنه مغرور ومعجب بنفسه بدرجة كبيرة إنه قد يدفع تركيا إلى النيران التي تعصف بدول منطقة الشرق الأوسط بسبب هذا الغرور.
كما ترى المجلة أن الذي ينبغي عمله هو أن يسعى حزب العدالة والتنمية إلى تشكيل ائتلاف مع حزب وسطي متجاهلاً مؤامرات أردوغان، وكذلك مواصلة مفاوضات السلام مع الأكراد.