القاهرة (وكالات) – تنفرد مصر بطبق حلوى مشهور جدا يدعى” أم علي” عبارة عن مزيج من الحليب ورقائق الخبز والمكسرات.
هذا الطبق، الذي انتقل واشتهر في العالم العربي كله لاحقاً، من ألذ الحلويات على مائدة الكثير من العرب على الرغم من ارتفاع السعرات الحرارية فيه، وكثيرا ما يتساءل الناس عن سبب تسميته بهذا الاسم، كما يعتقد كثيرون أن مخترعة الطبق اسمها أم علي ولهذا سميت الحلوى باسمها.
لكن ما لا يعلمه هؤلاء أن وراء هذا الطبق اللذيذ جريمة قتل تاريخية، وأن قصته بدأت عندما تولت الملكة شجرة الدر السلطة في مصر عقب وفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب.
وكانت شجرة الدر جارية من أصل تركي أو خوارزمي، اشتراها نجم الدين أيوب قبل أن يتم تعيينه سلطاناً، ورافقته فترة اعتقاله في الكرك عام 1239 وأنجبت ولدا اسمه خليل، وعقب خروجه من السجن رافقته الى مصر وتزوجا هناك، وبعد أن أصبح سلطان مصر عام 1240 كانت شجرة الدر تنوب عنه عند سفره، وتوفي الملك الصالح في نوفمبر 1249، وتولت شجرة الدر أمور البلاد، وكانت أول امرأة تتولى الحكم في تاريخ المسلمين، وشبت المظاهرات والاحتجاجات على تولي امرأة حكم المسلمين، إذ لم تتقبل العقلية العربية تلك الفكرة، لهذا السبب تنازلت شجرة الدر عن الحكم بعد 80 يوما من وفاة زوجها رغماً عنها، وتزوجت من أحد مماليك زوجها وهو عزالدين أيبك وأجبرته على أن يطلق أم ابنه نور الدين علي، وخلال حكمه حاولت شجرة الدر أن تسيطر على البلاد وتفرض رأيها، وبعد 7 سنوات من الزواج، قرر أيبك ان يوجه ضربة قاضية الى زوجته، لكن لم يتسن له ذلك اذ قامت شجرة الدر بدفع عض الغلمان لقتله بالسيوف داخل الحمام.
وعندما انتشر خبر مقتل أيبك، سارع ابنه نور الدين علي الى القصر السلطاني وقبض على شجرة الدر وسلمها الى والدته أم علي، التي اختارت أن تنتقم منها أشد انتقام، أولاً لأنها خطفت منها زوجها، وثانياً لأنها لم تكتف بخطفه، بل قتلته أيضاً، فأمرت أم علي جواريها أن يضربوا شجرة الدر بالقباقيب حتى الموت.
واحتفالاً بمقتل شجرة الدر، قامت أم علي بتوزيع حلوى على المصريين، وكان الطبق مكون من رقائق خبز وسكر ولبن ومكسرات وأطلق على ذلك الطبق اسم” أم علي”.