أنطاليا (تركيا) (زمان عربي) – قال وزير الثقافة الأسبق في حكومة حزب العدالة والتنمية أرطغرول جوناي إن الادعاءات التي يسوقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإعلام الموالي له منذ عامين حول تورط حركة الخدمة في عمليات تنصت وتجسس على الحكومة انهارت من أساسها تماما ولم يعد لها وجود.
وأكد جوناي أن حركة الخدمة أصبحت هدفاً لادعاءاتِ وافتراءاتِ حزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بتسريب مضمون القمة الأمنية التي عقدت بوزارة الخارجية التركية في مارس/ آذار 2014 لبحث خطة التدخل في سوريا، إلى جانب زرع أجهزة التنصت التي عثر عليها في مكتب رئيس الوزراء السابق (أردوغان)، مشددًا على أن وقت الاعتذار من حركة الخدمة قد حان بعد انهيار كل هذه الادعاءات وافتضاح بهتانها.
ولفت جوناي إلى أن أردوغان ومسؤولي الحكومة كانوا أثاروا ضجة كبيرة وقادوا دعاية سوداء في البلاد بأن حركة الخدمة هي من تورطت في التنصت على الاجتماع الأمني في الخارجية التركية، إلا أن الحقيقة تجلّت وتبيّن أن أطرافاً دولية تقف وراء التنصّت وليست حركة الخدمة.
وتابع: “لقد قالت ألمانيا إننا نتنصّت عليكم. إلا أن زميلنا الذي أثار عواصف وأقام الدنيا ولم يقعدها في الداخل التزم الصمت تجاه ألمانيا قائلاً إنها دولة كبيرة وتتنصت علينا. من يعلم قد تكون هناك عمليات تنصت أخرى يعلمها المسؤولون ونحن نجهلها”.
ووتشهد تركيا منذ أكثر من عام ونصف العام حالة كبيرة من التوتر بعد نشر التسجيل الصوتي الخاص بالاجتماع الأمني السري حول الأزمة السورية الذي تضمّن قول رئيس المخابرات التركية خاقان فيدان: “بإمكاننا أن نرسل 4 من العناصر التابعة لنا إلى سوريا ليطلقوا 8 صواريخ باتجاه تركيا. وبهذه الطريقة نكون قد مهدنا الطريق للتدخل في سوريا”. وبعدها سارع أردوغان (رئيس الوزراء في ذلك الوقت) وأحمد داوداوغلو (وزير الخارجية) ومسؤولو حزب العدالة والتنمية إلى إلقاء التهمة على حركة الخدمة مدَّعين أنها قامت بالتنصت على الاجتماع وسربت مضمونه إلى أجهزة مخابرات أجنبية دون استناد إلى أي دليل.
إلا أن مجلة فوكس “Focus” الألمانية فجرت مفاجأة من العيار الثقيل، مطلع الأسبوع الجاري، وأكّدت في تقرير لها أن وكالة الأمن القومي الأمريكي هي التي تقف وراء عملية التنصت على هذا الاجتماع. وحتى الآن يلتزم أردوغان ومسؤولو حكومة حزب العدالة والتنمية الصمت التام تجاه تلك الادعاءات دون أي تعليق سلبي أو إيجابي.