غزة (خاص زمان عربي)- مضى عامٌ كاملٌ على عملية الجرف الصامت التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة لتحول القطاع إلى كتلٍ من الركام ومساحات من الخراب والدمار. ولايزال قطاع غزة يعاني من صدمة سقوط 2200 شهيد في العدوان الإسرائيلي الذي استمر 50 يومًا.
بالإضافة إلى وجود نحو 100 ألف شخص مشردين إلى الآن لا يجدون مأوى لهم فيتخذون من الأرصفة سريرا ومن السماء غطاء.
فضلًا عن وجود آلاف المصابين غير القادرين على تلبية احتياجاتهم والحصول على العلاج اللازم، بسبب الحصار المفروض على القطاع من جانب السلطات الإسرائيلية، وكذلك الوعود الكثيرة بتقديم المساعدات التي ظلت مجرد “حبر على ورق”.
مرَّ عامٌ كاملٌ على انطلاق العدوان الغاشم في 8 يوليو/ تموز 2014. شنت القوات الإسرائيلية عدوانها الغاشم على قطاع غزة المحتل، الذي أصبح أقرب إلى أكبر سجن في العالم، في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي يعيش أفراح استقبال شهر رمضان المبارك.
لم يقتصر العدوان على الضربات الجوية فقط، بل صحبته هجمات برية وبحرية متزامنة، بحجَّة إنهاء عمليات إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية باتجاه قطاع غزة، وهدم الأنفاق للتضيق على عمليات تهريب الأسحلة لعناصر المقاومة.
وفي الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تستمتع فيه بمشاهدة صواريخها تدك قطاع غزة الذي يسكنه 2.2 مليون فلسطيني على مساحة 360 كيلو مترًا، كان العالم من حولها يجلس في مقعد المشاهد ويلتزم الصمت.
شهد العدوان أبشع الممارسات غير الإنسانية، التي أسفرت عن سقوط 19 شهيدًا من أسرة واحدة في مدينة خان يونس، وكذلك التقطت الكاميرات إطلاق جنود الاحتلال النار على 4 أطفال كانوا يلهون على الشريط الساحلي للقطاع. وقامت إسرائيل بإلقاء منشورات بالطائرات –وكأنها تُبرئ ذمتها- محذرة: “من يخشى الموت عليه الهرب!”.
إلا أنها كانت على عِلم أن سكان قطاع غزة، ليس لديهم مكان آمن للهروب إليه من عدوانها. حتى أن مدارس الأمم المتحدة والمستشفيات والجوامع التي لجأوا إليها رافعين أيديهم إلى الله بالدعاء ” مَتَى نَصْرُ اللَّهِ!” كانت هدفًا لصواريخ جيش الاحتلال.
ومع دخول وقف إطلاق النار بين الطرفين حيز التنفيذ في اليوم الخمسين من العدوان، بوساطة مصر، اتضحت الرؤية وأصبح بإمكان الجميع رؤية حجم الدمار الذي خلفه العدوان: شنت إسرائيل 6 آلاف هجوما جويا، ألقت خلالها 50 ألف طن من القنابل والصواريخ، أسفرت عن استشهاد 2200 فلسطيني من أهالي القطاع من بينهم 551 طفلا، و283 إمرأة. فضلا عن إصابة ما يزيد عن 11 ألفا آخرين.
أمَّا فيما يتعلق بالخسائر المادية، فقد تم تدمير ما يزيد عن 12 ألف منزل، وتضرُّر نحو 100 ألف آخرين، وتشرد 110 آلاف من الأبرياء. وعلَّقت رئيسة لجنة الأمم المتحدة، ماري مكجوان ديفيز، التي أعدَّت تقرير العدوان على قطاع غزة، قائلة: “إن حجم الخراب والدمار الذي شهده قطاع غزة لم يُشهد من قبل. وسيشعر بتأثيره عدد من الأجيال القادمة”.