إسطنبول (زمان عربي) – لاشك في أن سر هيبة الدولة وعظمتها في العالم أجمع يُقاس بمستويات الرفاهية والديمقراطية التي تتوفر في البلاد. إلا أن الأمر يختلف إلى حد ما في تركيا حيث أظهرت الأرقام الرسميّة أن هناك 17 مليون مواطن تحت خط الفقر.
والأمر اللافت للانتباه هو مواصلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دفاعه عن قصره الجديد (القصر الأبيض) الذي بات رمزا للإسراف والترف والأُبهة بمبرّرات واهية قائلا: “الأجانب عندما يأتون لزيارتنا ويرون القصر يقولون إن دولتكم عظيمة حقا”.
ورد أردوغان خلال مشاركته في حفل إفطار جماعي أقيم أول من أمس الثلاثاء في قصره على الانتقادات الموجهة إليه بسبب قصره الأبيض بكلمات تدعو إلى الدهشة حيث قال “هذا القصر لكم أنتم، أي لجميع المواطنين في تركيا. نحن من نستخدمه اليوم لكن سيخلفنا غدًا آخرون. فنحن قدمنا للبلاد أثرا خالدا. ولا يعتبر ما يتم بذله في سبيل تمثيل الدولة إسرافًا أبدًا. وليكن في علمكم أن الأجانب عندما يأتون لزيارتنا ويرون القصر يقولون إن دولتكم عظيمة حقا”.
من جهة أخرى أظهرت بيانات هيئة الإحصاء التركية أن هناك 17 مليون مواطن يعانون الفقر في البلاد. فيما أوضحت هيئة الضمان الاجتماعي أن هناك 7.4 مليون مواطن يحاولون العيش بمرتبات تحت 400 ليرة (نحو 180 دولارا)، وأن هناك 429 ألف شخص في مدينة بطمان جنوب شرق البلاد يعيشون على المساعدات الاجتماعية ويعادل هذا العدد 75 بالمئة من سكان المدينة.
وبجانب ذلك ليست هناك فرص كافية لحل مشكلة الفقر. حيث زادت معدلات المواطنين العاطلين عن العمل بنسبة 30 في المئة في العام الأخير. وبالرغم من ذلك تكبد العاطلون تالكيف فواتير حالة الركود التي يشهدها اقتصاد البلاد والإسراف الموجود في مصروفات الدولة. وزاد عدد العاطلين عن العمل البالغ 2.3 مليون في يونيو/ حزيران عام 2014 بنسبة 30 في المئة خلال العام الأخير.
وأوضحت الأرقام الرسمية أن هناك 712 ألفا و319 شخصا انضموا إلى جيش العاطلين، وأن عدد العاطلين بالأرقام الرسمية بلغ 3 ملايين و53 ألفا و833 شخصًا.
والأمر الذي يدعو إلى الدهشة والغرابة أن أردوغان ومسؤولو حكومة العدالة والتنمية يقولون إنه لا ينبغي دفع أكثر من ألف ليرة للعاملين الذين يتقاضون الحد الأدنى للأجور مع أن حد الجوع في البلاد يبلغ ألفا و337 ليرة.
كما أن أعضاء الحكومة الذين يزعمون أن الزيادات التي ستمنح للعمال والموظفين وأصحاب المعاشات ستضع اقتصاد البلاد في مأزق يدافعون في الوقت نفسه عن القصر الأبيض الذي صار رمز الإسراف والذي كلف الدولة مليار دولار.. ولايزال أردوغان يقول: “لا يعتبر ما يتم بذله في سبيل تمثيل الدولة إسرافًا أبدًا”.
إلى جانب ذلك تنفق الحكومة كل عام 3.3 مليارات ليرة على استئجار السيارات الرسميّة الفارهة للوزراء والمسؤولين.
وكان وزير المالية محمد شيمشيك قال في وقت سابق في معرض تعليقه على هذه المصروفات إن هذه المبالغ تافهة للغاية، واصفا إياها بأنها لا تعادل ما ينفقه الشعب على شراء المكسرات للتسالي.