إسطنبول (زمان عربي) – خرج المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون الحكومي في تركيا عن حيادتيه وقرر فرض غرامة مالية على قنوات سمان يولو تفضح نية المسؤولين في المجلس الذي تحول إلى أداة انتقام في يد حزب العدالة والتنمية لقمع وإسكات وسائل الإعلام الحر التي تنتقد الحكومة.
فقد فرض المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون، غرامة مالية قدرها 118 ألف ليرة تركية على قناتي سمان يولو تي في وسمان يولو الإخبارية بسبب وصفهما سيارة المرسيدس الفارهة الخاصة برئيس هيئة الشؤون الدينية البروفيسور محمد جورماز، والتي وصلت قيمتها إلى نحو مليون ليرة تركية، بأنها “سيارة مليونية”. بالإضافة إلى تقديم بلاغ ضد القناتين بتهمة بث مواد إعلامية مخالفة للحقيقة.
وأوضح المجلس في بيانه أن انتقاد القناتين للساسة ورئاسة هيئة الشؤون الدينية سبب كاف لفرض الغرامة المالية على القناتين، مشيرا إلى أن القيمة الحقيقية للسيارة بلغت 322 ألف ليرة تركية فقط.
وكانت قناة سمان يولو الإخبارية نشرت على موقعها الإلكتروني (samanyoluhaber.com) وثيقة تتعلق بسيارة رئاسة هيئة الشؤون الدينية الجديدة، كان نشرها الكاتب الصحفي محمد يلماز بصحيفة “حرييت” من قبل، موضحًا أن قيمة السيارة شاملة الضرائب بلغت نحو مليون و6 آلاف و641 ليرة تركية.
وقالت مجموعة سمان يولو الإعلامية في بيان لها تعليقا على القرار التعسفي: إن الصحفي يعمل من أجل المصلحة العامة. كما أن نشر الأخبار المتعلقة بالسيارات الفارهة المخصصة للجهات الحكومية، والقصور، وكذلك عمليات شراء واستئجار السيارات والمركبات الفارهة بأموال الضرائب التي يتم تحصيلها من المواطنين، حقٌ للمؤسسات الإعلامية وهو وظيفتها الأساسية.
وستقوم مجموعة قنوات سمان يولو، كما هو في كل مرة، باللجوء للقضاء للفصل في القرار التعسفي للمجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون الذي تسول له نفسه فرض عقوبات مثل هذه.